قال ابن إسحاق: لم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة حين قدم من غزوة العشيرة إلا ليالي قلائل لا تبلغ العشرة. وقال ابن حزم: بعدها بعشرة أيام خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول على رأس ثلاثة عشر شهرا ... من مهاجره، في إثر كرز بن جابر الفهري، لإغارته على سرح المدينة، وكان يرعى بالجماء ونواحيها، وحمل لواءه صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان أبيض، واستخلف على المدينة زيد بن حارثة، فطلب صلى الله عليه وسلم كرزا حتى بلغ سفوان من ناحية بدر، فلم يدركه، فرجع ولم يلق كيدا.
[تنبيهان]
الأول: ذكر ابن سعد وزرّ بن حبيش وغيرهما هذه الغزوة قبل العشيرة، وذكرها ابن إسحاق بعدها.
الثاني: كرز- بضم الكاف وسكون الراء بعدها زاي- كان من رؤساء المشركين قبل أن يسلم، ثم أسلم بعد ذلك واستشهد في غزوة الفتح.
الفهريّ بكسر الفاء.
سفوان- بفتح السين المهملة والفاء وفي آخره نون-: واد معروف.