فسلمت عليه، فقال لي:«ما فعل ما قبلك؟» قلت: قضى الله كل شيء كان على رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فلم يبق شيء، فقال:«فضل شيء؟» قلت: نعم، قال:«انظر أن تريحني منها، فلست بداخل على أحد من أهلي حتى تريحني منها، فلم يأتنا أحد» ، فبات في المسجد، حتى أصبح، وظل في المسجد اليوم الثاني، حتى إذا كان في آخر النهار جاء راكبان، فانطلقت بهما فكسوتهما وأطعمتهما، حتى إذا صلّى العتمة دعاني، فقال:«ما فعل ما قبلك؟» قلت: قد أراحك الله منه، فكبر، وحمد الله شفقا من أن يدركه الموت وعنده ذلك، ثم تبعته حتى جاء أزواجه، فسلم على امرأة امرأة حتى أتى مبيته فهذا الذي سألتني عنه [ (١) ] .
[تنبيه: في بيان غريب ما سبق:]
العصابة: بعين مكسورة، فصاد مفتوحة مهملتين، فموحدة: الجماعة من الناس.
تجّهمني: أي تلقاني بوجه كريه، وأغلظ عليّ القول.
العتمة: بعين مهملة، فمثناة فوقية، فميم مفتوحات، فتاء تأنيث: العشاء، سميت بذلك لأنها تعتّم، أي تطلق أعتمة الليل، وهي ظلمته.
جرابي: بجيم مكسورة، ولا تفتح أوله فيما حكاه النووي، والقاضي المذود أو الوعاء.