قال الحافظ أبو الخير السخاوي: وبعض طرق هذا الحديث يقوي بعضها بعضا.
الثالث عشر: في إخباره- صلى الله عليه وسلم- أنهم سيلقون بعده أثرة.
والحث على نصرتهم وموالاتهم.
وروى ابن ماجة وابن حبان والحاكم عن عبد الله بن مسعود- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنا أهل البيت اختار الله- عز وجل- لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي أثرة وتشريدا وتطريدا في البلاد، حتى يأتي قوم من ها هنا» ، وأشار بيده نحو المشرق «وأصحاب رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه مرتين أو ثلاثا، فيقاتلون فينصرون، فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي، فيملؤها عدلا، كما ملئت ظلما فمن أدرك ذلك اليوم فليأتهم، ولو حبوا على الثلج» .
الرابع عشر: في وعد الله- عز وجل- نبيه- صلى الله عليه وسلم-
[روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«وعدني ربي في أهل بيتي من أقر منهم بالتوحيد ولي بالبلاغ أن لا يعذبهم»
] . الخامس عشر: في بيان من هم أهل البيت.
قال الله سبحانه وتعالى: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب/ ٣٣] .
وروى ابن أبي شيبة والإمام أحمد ومسلم والترمذي وصححه وابن جرير والطبراني وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في السنن من طرق والطبراني من وجه آخر وابن أبي حاتم والطبراني عن أم سلمة وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن عمرو بن أبي سلمة وابن جرير والحاكم وابن مردويه عن سعد وابن أبي شيبة والإمام أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي عن واثلة بن الأسقع وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم عن أبي سعيد- رضي الله تعالى عنهم- قالت أم سلمة- رضي الله تعالى عنها-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بيتها على منامة له عليه كساء خيبري فجاءت فاطمة- رضي الله تعالى عنها- ببرمة فيها خزيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ادعي زوجك وابنيك حسنا وحسينا» فدعتهم، فبينما هم يأكلون إذ نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ [الأحزاب/ ٣٣] ثم أخرج يده من الكساء وأومأ بها إلى السماء ثم قال: «اللهم، هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» ، قالها ثلاث مرات.