ألقين على رؤوسهن مثل أسنمة البقر، فأعلموهن أنهن لا تقبل لهن صلاة» .
وروى الإمام أحمد ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا!» .
[الباب الحادي والثمانون في إخباره صلى الله عليه وسلم عن مكان بأنه سيصير سوقا]
روى أبو يعلى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «رب يمين لا تصعد إلى الله تبارك وتعال بهذه البقعة» ،
قال: فرأيت فيها النخاسين بعد.
وروى عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبيدة عن أبيه عن جده أنه خرج مع أبي هريرة رضي الله عنه من المسجد وليس بين الزوراء وبين الثنية يومئذ بيت ولا حجر، والسوق يومئذ غير مرة وائل حتى إذا كان عند دار ابن مسعود رضي الله عنه قال: يا أبا الحارث، من لحق أبا القاسم صلى الله عليه وسلم؟ أخبرني، قال:«رب يمين بهذه البقعة لا تصعد إلى الله تعالى» ، قلت: وأتى ذلك أباه هريرة، قال: أما إني أشهد ما كذبت فقلت: وأنا أشهد.
[الباب الثاني والثمانون في إخباره صلى الله عليه وسلم بأن القرآن والسلطان سيفترقان]
روى أحمد بن منيع برجال ثقات وإسحاق من طريق آخر عن معاذ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«خذوا العطاء ما دام عطاء، فإذا صار رشوة على الدين فلا تأخذوه ولستم بتاركيه، يمنعكم من ذلك المخافة والفقر، ألا وإن رحى الإيمان دائرة، وإن رحى الإسلام دائرة، فدوروا مع الكتاب حيث يدور، ألا وإن السلطان والكتاب سيفترقان ألا فلا تفارقوا الكتاب، ألا إنه سيكون عليكم أمراء إن أطعتموهم أضلوكم، وإن عصيتموهم قتلوكم» ، قالوا: فكيف نصنع يا رسول الله؟ قال:«كما صنع أصحاب عيسى ابن مريم حملوا على الخشب ونشروا بالمناشير، موت في طاعة الله، خير من حياة في معصية الله» .