فلست بحاضن إن لم تروها ... بساحة داركم منّا ألوفا
وننتزع العروش ببطن وجّ ... وتصبح دوركم منكم خلوفا
ويأتيكم لنا سرعان خيل ... يغادر خلفه جمعا كثيفا
إذا نزلوا بساحتكم سمعتم ... لها ممّا أناخ بها رجيفا
بأيديهم قواضب مرهفات ... يزدن المصطلين بها الحتوفا
كأمثال العقائق أخلفتها ... قيون الهند لم تضرب كتيفا
تخال جديّة الأبطال فيها ... غداة الزّحف جاديّا مدوفا
أجدّهم أليس لهم نصيح ... من الأقوام كان بنا عريفا
يخبّرهم بأنّا قد جمعنا ... عتاق الخيل والنّحت الطّروفا
وأنّا قد أتيناهم بزحف ... يحيط بسور حصنهم صفوفا
رئيسهم النّبيّ وكان صلبا ... نقيّ القلب مصطبرا عزوفا
رشيد الأمر ذا حكم وعلم ... وحلم لم يكن نزقا خفيفا
نطيع نبيّنا ونطيع ربّا ... هو الرّحمن كان بنا رءوفا
فإن تلقوا إلينا السّلم نقبل ... ونجعلكم لنا عضدا وريفا
وإن تأبوا نجاهدكم ونصبر ... ولا يك أمرنا رعشا ضعيفا
نجالد ما بقينا أو تنيبوا ... إلى الإسلام إذعانا مضيفا
نجاهد لا نبالي من لقينا ... أأهلكنا التّلاد أم الطّريفا
وكم من معشر ألبوا علينا ... صميم الجذم منهم والحليفا
أتونا لا يرون لهم كفاء ... فجذّعنا المسامع والأنوفا
بكلّ مهنّد لين صقيل ... نسوقهم بها سوقا عنيفا
لأمر الله والإسلام حتّى ... يقوم الدّين معتدلا حنيفا
ونفني اللّات والعزّى وودّا ... ونسلبها القلائد والشّنوفا
فأمسوا قد أقرّوا واطمأنّوا ... ومن لا يمتنع يقبل خسوفا
[تنبيهات]
الأول: الطائف بلد كثير الأعناب والنخيل على ثلاث مراحل من مكة من جهة المشرق، قال في القاموس: سمي بذلك لأنه طاف بها في الطوفان، أو لأن جبريل- صلى الله عليه وسلّم- طاف بها على البيت، أو لأنها كانت بالشام فنقلها الله تعالى إلى الحجاز بدعوة إبراهيم- صلى الله عليه وسلم- أو لأن رجلا من الصدف أصاب دما بحضر موت ففرّ إلى وج، وحالف مسعود