أصابك من هذه الرحمة شيء؟» قال: نعم كنت أخشى العاقبة فأمنت، لثناء الله تعالى على بقوله: ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ [التكوير ٢٠، ٢١] .
الثالث: مقامه المحمود يوم القيامة يحمده فيه الأولون والآخرون، والملائكة وغيرهم والأنبياء وأتباعهم.
قال صلى الله عليه وسلم في حديث رواه مسلم:«وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم» .
ثم نقل عن عمه قاضي القضاة أبي العباس أحمد رضي الله عنه أن الحكمة في تخصيص إبراهيم أن الله تعالى أمر نبينا صلى الله عليه وسلم بإتباعه وهو مع هذا فهو يرغب إليه في ذلك اليوم.
انتهى.
الرابع: قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ [الأحزاب ٥٦] ولم يقل: «والملائكة» تعظيماً لشأنهم لعظم شأن من يصلي عليه ثم في تأخيره سبحانه وتعالى الخبر رحمة لهم واضحة حين جمعهم معه في خبر، واحتمل أن يكون وقد قال تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ [آل عمران ١٨] الآية فذكر سبحانه وتعالى ما شهد به، ثم عطف شهادة الملائكة، وأولي العلم عليه، ولا كذلك في هذه الآية فانظر إلى هذا التعظيم العظيم، بسبب صلاتهم على النبي صلى الله عليه وسلم.
[التاسعة والثمانون.]
وبأن الله عز وجل أقسم بحياته قال الله تعالى: لَعَمْرُكَ، إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ [الحجر ٧٢] .
روى أبو يعلى وابن مردويه والبيهقي وأبو نعيم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما خلق الله تعالى وما ذرأ نفسا أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم وما حلف بحياة أحد قط إلا بحياة محمد، فقال: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ [الحجر ٧٢] .
وروى ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«ما حلف الله تعالى بحياة أحد إلا بحياة محمد صلى الله عليه وسلم قال: لَعَمْرُكَ، إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ»
[الحجر ٧٢] .
العمر: بفتح العين وضمها واحد لكنه في القسم بالفتح لكثرة الاستعمال.
[التسعون.]
وبإقسام الله تبارك وتعالى على رسالته قال: يس، وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ، إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ [يس ١، ٣] .