الباب السادس والعشرون في إرساله- صلّى الله عليه وسلّم- عمرو بن العاص- رضي الله تعالى عنه- إلى ملكي عمان
ويقال: العاص وائل بن هاشم، ويكنى أبا عبد الله كما تقدم، وكان أحد رماة العرب وأبطالهم، توفي بمصر سنة ثلاث وأربعين، وله نحو من مائة سنة، وقيل: تسعين. بعثه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى ملكي عمان- بضم العين المهملة، وتخفيف الميم- جيفر بجيم فمثناة تحتية وفاء مفتوحة وعبد ابني الجلندي بضم الجيم وهما من الأزد والملك منهما جيفر، فأسلما وصدقا، وخلّيا بين عمرو وبين الصّدقة والحكم فيما بينهم فلم يزل عندهم حتى توفي رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- وهو عندهم.
الباب السابع والعشرون في إرساله- صلّى الله عليه وسلّم- عمرو بن أمية الضمري- رضي الله تعالى عنه- إلى النّجاشي
هو عمرو بن أمية بن خويلد بن عبد الله بن إياس الضّمري أبو أمية، أسلم ثم هاجر إلى المدينة، وأول مشهد شهده بئر معونة أسلم حين انصرف المشركون من أحد وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعثه في أموره، وكان من أجياد العرب ورجالها، مات في أيام معاوية قال ابن سعد: وبعثه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى النّجاشيّ بكتابين يدعوه في أحدهما إلى الإسلام ويتلو عليه القرآن، فأخذ كتاب رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- فوضعه على عينيه، ونزل من سريره، فجلس على الأرض تواضعا، ثمّ أسلم وشهد شهادة الحقّ وقال: لو كنت أستطيع أن آتيه لأتيته، وكتب إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- بإجابته وتصديقه، وإسلامه على يدي جعفر بن أبي طالب، وفي الكتاب الآخر يأمره أن يزوّجه أم حبيبة بنت أبي سفيان، وأمره أن يبعث إليه بمن قبله من أصحابه ويحملهم فجهّزهم في سفينتين مع عمرو بن أمية ودعا بحقّ عاج فجعل فيه كتابي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقال: لن تزال الحبشة بخير ما كان هذان الكتابان بين [أظهرها] [ (١) ] .
وروى البيهقي عن ابن إسحاق رحمه الله تعالى عنه قال: بعث رسول الله- صلى الله عليه وسلم-