وروى ابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ [الانشراح ٤] قال: «قال لي جبريل:
قال الله: إذا ذكرت ذكرت معي» .
وروى ابن أبي حاتم عن أبي قتادة رضي الله عنه في الآية قال: رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله.
[الرابعة والعشرون بعد المائة.]
وبأنه صلى الله عليه وسلم عرضت عليه أمته بأسرهم حتى رآهم.
[الخامسة والعشرون بعد المائة.]
وبأنه صلى الله عليه وسلم عرض عليه ما هو كائن في أمته حتى تقوم الساعة.
روى الطبراني عن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عرضت علي أمتي البارحة لدى هذه الحجرة أولها وآخرها» فقال: يا رسول الله: عرض عليك من خلق، فيكف بمن لم يخلق؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صوروا لي بالماء والطين حتى إني لأعرف بالإنسان منهم من أحدكم بصاحبه» .
وروى الديلمي عن أبي رافع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثلت لي أمتي في الماء والطين، وعلمت الأسماء كلها كما علم آدم الأسماء كلها» .
وروى ابن جرير وابن أبي حاتم والبزار وأبو يعلى والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه في حديث المعراج عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عرضت علي أمتي فلم يخف علي التابع ولا المتبوع منهم، ورأيتهم أتوا على قوم ينتعلون الشعر، ورأيتهم أتوا على قوم عراض الوجوه صغار الأعين كأنما خرمت أعينهم بالخيط فلم يخف علي ما هم لاقون من بعدي» .
وروى الإمام أحمد والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي وأبو نعيم عن أم حبيبة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أريت ما تلقى أمتي من بعدي وسفك بعضهم دماء بعض، وكان ذلك سابقا من الله أن يوليني شفاعة فيهم يوم القيامة ففعل» .
وتقدم في المعجزات في باب إخباره صلى الله عليه وسلم بالكوائن بعده من ذلك شيء كثير.
[السادسة والعشرون بعد المائة.]
وبأنه صلى الله عليه وسلم عرض عليه الخلق كلهم، آدم فمن بعده كما علم آدم أسماء كل شيء، قاله أبو إسحاق الأسفرايني في تعليقه والعراقي في شرح المهذب.