فلست إلى عمرو ولا المرء منذر ... إذا ما مطايا القوم أصبحن ضمّرا
أتفخر بالكتّان لمّا لبسته ... وقد يلبس الأنباط ريطا مقصّرا
فلولا أبو وهب لمرّت قصائد ... على شرف البرقاء يهوين حسّرا
فلاتك كالوسنان يحلم أنّه ... بقرية كسرى أو بقرية قيصرا
ولا تك كالثّكلى وكانت بمعزل ... عن الثّكل لو كان الفؤاد تفكّرا
ولا تك كالشّاة التي كان حتفها ... بحفر ذراعيها فلم ترض محفرا
ولا تك كالغاوي فأقبل نحره ... ولم يخشه سهما من النّبل مضمرا
فإنّا ومن يهدي القصائد نحونا ... كمستبضع تمرا إلى أهل خيبرا [ (١) ]
[تنبيهات]
الأول: لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم البراء بن معرور بإعادة الصلاة التي صلاها إلى الكعبة حيث كان الفرض عليهم إلى بيت المقدس لأن البراء أسلم لما شاهد النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يأمره بإعادة تلك الصلاة من أجل ذلك كذا قيل، والذي يقتضيه سياق القصة أن البراء كان مسلما قبل هجرته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ويحتمل أن تكون صلاة البراء إلى الكعبة اتّباعا لمّا علم به من علماء اليهود إن هذا النبي المبعوث في عصرهم هو على دين إبراهيم ودينهم وقبلته الكعبة مستصحبا لأصل الحكم في ذلك، ورجّحه على ما وجد فيه من التردد وضده في ثبوته والاختلاف في صحته، وهو وجه من وجوه الترجيح. وقال السهيلي: إنما لم يأمره صلى الله عليه وسلم بإعادة ما قد صلّى لأنه كان متأوّلا.
الثاني: في بيان غريب ما سبق:
«مجنّة» : بميم فجيم مفتوحتين، وكسر بعضهم الميم، سويق بأسفل مكة على بريد منها.
«عكاظ» بالضم: سوق بقرب مكة وراء قرن المنازل.
«مضر» بضم الميم وفتح الضاد المعجمة.
«يؤويني» : يضمّني إليه ويحوطني.
«فقهنا» بكسر القاف: فهمنا.
«واعدنا» رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجوز بسكون الدال، فيكون رسول الله صلى الله عليه وسلم منصوبا على أنه مفعول، ويجوز فتح الدال، فرسول مرفوع فاعل.
«ائتمرنا» : شاور بعضنا بعضا في ذلك وعزم عليه.
[ (١) ] القصيدة في ديوان حسان ١١٧.