والتصبر هو السكون على البلاء، مع وجود أثقال المحنة.
وقال بعضهم: الصبر على ثلاث مقامات: أولها ترك الشكوى. وهي درجة التائبين.
ثانيها: الرضا بالمقدور، وهي درجة الزاهدين. ثالثها: المحبة لما يصنع المولى. وهي درجة الصّديقين.
وقال الخوّاص: هو الثبات على أحكام الكتاب والسّنة. وقال بعضهم: الصبر إما بدني أو نفسيّ، فإن كان عن شهوة البطن فهو العفّة، وإن كان عن مصيبة فهو الصبر وضده الجزع والهلع. وإن كان في احتمال الغني فهو ضبط النفس وضده البطر. وإن كان في القتال فهو الشجاعة وضده الجبن. وإن كان في كظم الغيظ فهو الحلم وضده السّفاهة وإن كان في إخفاء كلام فهو كتم السرّ. وإن كان عن فضول العيش فهو الزهد.
قال تعالى: وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وقد كان صلى الله عليه وسلم أصبر الناس بالمعاني المذكورة كلها.
وروى ابن سعد عن إسماعيل بن عيّاش بالشين المعجمة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبر الناس على أقذار الناس.
«الصاحب» :
«ع ح د خا» اسم فاعل من الصحبة وهي المعاشرة والملازمة قال تعالى:
ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ قال:«د» : وهو بمعنى العالم والحافظ واللطيف. وقال «ع» : سمّي بذلك لما كان عليه من اتبعه من حسن الصّحبة وجميل المعاملة وعظم المروءة والوقار والبرّ والكرامة. «د» وقد ورد إطلاق الصاحب على الله تعالى في حديث: «اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل» .
«عا» الصّحبة على ثلاثة أقسام: الأول: صحبة من فوقك وهي في الحقيقة خدمة، وآدابها ترك الاعتزال وحمل ما يصدر منه على أشد الأحوال. الثاني: صحبة من هو دونك وهي تقضي على المتبوع بالإشفاق وعلى التابع بالوقار وآدابها أن تنبّه على ما فيه من نقصان من غير تعنيف. الثالث: صحبة مع المساوي وهي صحبة الأكفاء والأقران. وتنبني على الفتوّة والإيثار وآدابها:
الالتفات عن عيوبهم وحمل ما صدر منهم على الجميل فإن لم تجد تأويلاً فاتهم نفسك.