نظرت إليها، فكنت أدعو بذلك، فما لبثت إلا يسيرا حتى جاءني الله بفائدة رزق من غير صدقة، ولا ميراث، فقضيتها.
وروى داود عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد، إذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال:«يا أبا أمامة، ما لي أراك في المسجد في غير وقت صلاة؟» فقال: يا رسول الله، هموم وديون لازمتني، قال:«أفلا أعلمك حديثا إذا أنت قلته أذهب الله همك، وقضى عنك دينك» قال: بلى يا رسول الله، قال:«قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من ضلع الدين وغلبة الرجال» ، فقلته، فأذهب الله غمي وهمي، وقضى عني ديني.
وروى الإمام أحمد والترمذي وقال: حسن غريب والحاكم عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أعلمك كلمات لو كان عليك مثل جبل ثبير دينا أداه الله عنك، قل:
اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، واغنني بفضلك عمن سواك» .
وروى أبو داود والطيالسي وسعد بن منصور والضياء عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل:«ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل أحد دينا لأداه الله عنك؟ قل يا معاذ: اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير، رحمان الدنيا والآخرة، تعطهما من تشاء، وتمنعهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك» .
[الباب الثالث فيما علمه صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه لما كاده بعض الجن]
روى عبد الرزاق والبيهقي في الشعب عن أبي رافع والطبراني في الكبير، وابن سعد والبيهقي عن خالد بن الوليد رضي الله عنه أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أجد فزعا بالليل، فقال:«ألا أعلمك كلمات علمنيهن جبريل عليه السلام، وزعم أن عفريتا من الليل يكيدني، أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج فيها، ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر طوارق الليل والنهار، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن»