للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الباب الخامس عشر في قصة الذراع]

روى الإمام أحمد وأبو يعلى من طرق عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أهديت لنا شاة، فجعلتها في قدر، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ما هذا يا أبا رافع؟ فقلت: شاة أهديت لنا، فطبختها في القدر، فقال: «ناولني الذراع» فناولته ثم قال: «ناولني الذراع يا أبا رافع» ، فناولته ثم قال: «ناولني الذراع الآخر» فقلت: يا رسول الله، إنما للشاة ذراعان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما إنك لو مسكت لناولتني ذراعا ما دعوت به [ (١) ] » .

قصة أخرى.

روى الإمام أحمد وأبو نعيم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن شاة طبخت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطني الذراع» ، فناولته إياه، ثم قال: «الذراع» زاد أبو نعيم من وجه آخر فناولته إياه، ثم دعا بذراع آخر، فقلت: يا رسول الله، إنما للشاة ذراعان، قال: «أما إنك لو التمستها لوجدتها» [ (٢) ] .

قصة أخرى.

روى أبو يعلى وأبو نعيم بسند حسنه الحافظ ابن حجر عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أن امرأة جاءت بابن لها فذكر الحديث وفيه: فأهدت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة مشوية، فقال: «خذ الشاة منها» ، ثم قال: «ناولني ذراعها» ، فناولته ثم قال: «ناولني ذراعها» ، فقلت يا رسول الله إنما هما ذراعان، وقد ناولتك فقال: «والذي نفسي بيده، لو سكتّ ما زلت تناولني ذراعا ما قلت لك ناولني ذراعا [ (٣) ] » .

قصة أخرى.

روى الإمام أحمد والدّراميّ عن أبي عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه طبخ للنبي صلى الله عليه وسلم قدرا فيه لحم، فقال: «ناولني ذراعها» فناوله ثم قال: «ناولني ذراعها» فناوله، ثم قال: «ناولني ذراعها» ، فقلت: يا رسول الله، كم للشاة من ذراع، فقال: «والذي نفسي بيده، لو سكتّ لأعطتك ذراعا ما دعوت به» [ (٤) ] .


[ (١) ] أخرجه أحمد ٦/ ٣٩٢ وانظر المجمع ٨/ ٣١١ والمشكلة (٣٢٧) .
[ (٢) ] أحمد في المسند ٢/ ٥١٧ وابن كثير في البداية ٦/ ١٤٠.
[ (٣) ] انظر المجمع ٨/ ٣١٤.
[ (٤) ] أحمد ٣/ ٤٨٤، ٤٨٥ وانظر المجمع ٨/ ٣١١ وابن كثير في البداية ٥/ ٣٢٢.