ذكر من تخلف عن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- وهو صحيح الإيمان غير شاك
قال ابن إسحاق ومحمد بن عمر رحمه الله تعالى: وكان نفر من المسلمين أبطأت بهم النية عن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- حتى تخلفوا عنه من غير شكّ ولا ارتياب منهم: كعب بن مالك، وهلال بن أمية، وأبو خيثمة، وأبو ذر الغفاري. وكانوا نفر صدق لا يتهمون في إسلامهم- انتهى- وسيأتي أن أبا خيثمة، وأبا ذر لحقا برسول الله- صلى الله عليه وسلم- وستأتي قصة الثلاثة.
ذكر من استخلفه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على أهله، ومن استخلفه على المدينة
قال ابن إسحاق: وخلّف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- على أهله، وأمره بالإقامة فيهم، فأرجف به المنافقون وقالوا: ما خلفه إلا استثقالا له، وتخفّفا منه، فلما قالوا ذلك أخذ عليّ سلاحه وخرج حتى لحق برسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو نازل بالجرف، فأخبره بما قالوا، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- «كذبوا، ولكني خلّفتك لما تركت ورائي، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك، أفلا ترضى يا على أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه لا نبيّ بعدي» فرجع عليّ إلى المدينة-
وهذا الحديث رواه الشيخان [ (١) ] ، وله طرق تأتي في ترجمة سيدنا علي- رضي الله عنه.