«الأدعج» :
بدال وعين مهملتين أي أدعج العينين من الدّعج محرّكاً كالدّعجة بالضم وهو شدة سواد العين مع سعتها. كما سيأتي في باب صفاته الحسية صلى الله عليه وسلم.
«الأدوم» :
بفتح الهمزة وسكون الدال المهملة، أفعل تفضيل من المداومة وهي المواظبة على الشيء. وأصل الدوام السكون يقال: دام الماء: إذا سكن، ومنه
حديث الشيخين رضي الله عنهما عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يبولنّ أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل فيه»
[ (١) ] .
وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لملازمته طاعة ربه تبارك وتعالى.
وروى الشيخان عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: «كان عمله صلى الله عليه وسلم ديمةً وأيكم يستطيع ما كان يستطيع صلى الله عليه وسلم» .
ولا ينافي ذلك عدم مواظبته صلى الله عليه وسلم على صلاة الضحى، كما رواه الترمذي وحسنه عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه: أنه صلى الله عليه وسلّم كان يصلي الضحى حتى نقول لا يدعها، ويدعها حتى نقول لا يصلّيها، لأن المواظبة على العمل كانت غالب أحواله صلى الله عليه وسلم وقد يتركها لحكمة كما ترك المواظبة على قيام رمضان لمّا علم به أناس فقاموا بقيامه خشية أن تفرض عليهم فيحرجهم.
فإن قيل: لم واظب صلى الله عليه وسلم علي قضاء سنّة الظّهر لمّا فاتته لاشتغاله مع الوفد بعد العصر ولم يواظب على قضاء سنة الفجر لمّا فاتته مع الصبح في الوادي مع أن سنّة الفجر آكد ووقت قضائها ليس وقت كراهة بخلاف سنة الظهر؟
أجيب: بأن سنّة الفجر فاتته صلى الله عليه وسلم مع جمع من الصحابة فلو واظب على قضائها لتأسّى به كلّ من فاتته إذا كان من عادتهم الحرص على اقتفاء آثاره صلى الله عليه وسلم والمتابعة له في أفعاله فيشق ذلك عليهم، بخلاف سنة الظهر أو لأنه كان في سفر فلم يواظب عليها لذلك بخلاف سنة الظهر.
«أذن خير» :
سمي صلى الله عليه وسلم بالجارحة التي هي آلة السمع كأن جملته إذن كما يقال للرّبيئة: عين. قال تعالى: وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ.
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قائل هذه اللفظة نبتل بن الحارث بن مروة المنافق، كان يأتي النبي فيجلس إليه فيسمع منه، ثم ينقل حديثه إلى المنافقين، رواه ابن أبي حاتم. وقيل هو الجلاس بن سويد.
[ (١) ] أخرجه البخاري ١/ ٣٤٦ كتاب الوضوء (٢٣٩) ، ومسلم ١/ ٢٣٥، كتاب الطهارة (٩٦- ٢٨٢) .