[الباب الرابع والستون في سرية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه إلى الفلس صنم لطي ليهدمه في شهر ربيع الآخر سنة تسع.]
قالوا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه في خمسين ومائة رجل أو مائتين كما ذكره ابن سعد من الأنصار على مائة بعير وخمسين فرسا، ومعه راية سوداء ولواء أبيض إلى الفلس ليهدمه فأغاروا على أحياء من العرب وشنّوا الغارة على محلّة آل حاتم مع الفجر، فهدموا الفلس وخرّبوه وملأوا أيديهم من السّبي والنّعم والشّاء وكان في السّبي سفّانة أخت عدي بن حاتم، وهرب عدي إلى الشام، ووجد في خزانة الفلس ثلاثة أسياف: رسوب والمخدم- كان الحارث بن أبي شمر قلّده إياهما- وسيف يقال له اليماني وثلاثة أدرع.
واستعمل عليّ على السّبي أبا قتادة واستعمل على الماشية والرّقة عبد الله بن عتيك. فلما نزلوا ركك اقتسموا الغنائم وعزلوا للنبي صلى الله عليه وسلم صفيا رسوبا والمخذم ثم صار له بعد السيف الآخر، وعزل الخمس، وعزل آل حاتم فلم يقسمهم حتى قدم بهم المدينة. ومرّ النبي صلى الله عليه وسلم بأخت عدي بن حاتم، فقامت إليه وكلّمته أن يمن عليها فمنّ عليها فأسلمت وخرجت إلى أخيها فأشارت عليه بالقدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم عليه. وذكر ابن سعد في الوفود أن الذي أغار وسبى ابنة حاتم خالد بن الوليد.
[تنبيه: في بيان غريب ما سبق:]
الفلس: بالفاء واللام والسين المهملة قال في المراصد بضم أوله وسكون ثانيه وضبطه بعضهم بالفتح وسكون اللام قلت وضبطه بعضهم بضم أوله وسكون ثانية وجزم به في العيون والمورد.