قال الحسن ومجاهد رحمهما الله تعالى: ومعنى هو أذن: يسمع منا معاذيرنا وينصت لنا، أي نحن لا نبالي عن أذاه والوقوع فيه، إذ هو سماّع لكل ما يقال له من اعتذار ونحوه ويقال للسمّاع لكل قول: أذن، لكثرة سماعه، سمّي بمحلّه. وقيل هو على حذف مضاف وتقديره ذو أذن أي ذو سماع، وقيل هو من قولهم أذن للشيء بمعنى استمع، ومنه الحديث:
«ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي متغن بالقرآن» .
وصفه الله تعالى بذلك إلا أنه تعالى فسّره بما هو مدح لنبيه صلى الله عليه وسلم وثناء عليه وإن كان قصدوا بذلك ذمّه. والمشهور ضم ذال أذن. وقرأ نافع بسكونها، قال ابن عطية رحمه الله تعالى: أذن خير: سمّاع خير وحقّ لا غيره، والمشهور إضافته وقرأ عاصم برفع «خير» وتنوين «أذن» قال: وهو يوافق تفسير الحسن أي من يقبل معاذيركم خير لكم.
قال العزفيّ رحمه الله تعالى: وأما اسمه صلّى الله عليه وسلّم «أذن خير» فهو مما أعطاه من فضيلة الإدراك لبيان الأصوات فلا يبقى من ذلك خير ولا يسمع من القول إلا أحسنه.
[فائدة:]
قال في الصحاح: الأذن مؤنثة وتصغيرها أذينة. ورجل أذن يستوي فيه الواحد والجمع.
«الأرجح» :
الزائد على غيره علماً وفضلاً، وفي حديث شق الصدر ثم قال أحدهما- أي الملكين- لصاحبه: زنه بعشرة من أمته فوزنني بهم فرجحتهم. ثم قال: زنه بمائة من أمته فوزنني بهم فوزنتهم. ثم قال زنه بألف من أمته فوزنني بهم فوزنتهم. فقال: دعه عنك فلو وزنت بأمته لوزنهم. أي لرجح عليهم في الفضل.
وقال زهير بن صرد رضي الله تعالى عنه يمدحه صلى الله عليه وسلم وزاده شرفا وفضلا لديه:
إن لم تداركهم نعماء تنشرها ... يا أرجح النّاس حلماً حين يختبر
«أرجح الناس عقلا» :
روى أبو نعيم عن وهب بن منبه رحمه الله تعالى قال: قرأت في أحد وسبعين كتاباً فوجدت في جميعها أن الله تعالى لم يعط جميع الناس من بدء الدنيا إلى انقضائها من العقل في جنب عقل محمد صلى الله عليه وسلم إلا كحبّة رمل من بين جميع رمال الدنيا، وإن محمدا صلى الله عليه وسلم أرجح الناس عقلاً.
وسيأتي لهذا مزيد بيان إن شاء الله تعالى في الكلام على عقله صلى الله عليه وسلم.
«الأرحم» :
أفعل: من الرّحمة أي أكثر الناس رحمة، وسيأتي بيانها إن شاء الله تعالى.
«أرحم الناس بالعيال» :
وسيأتي الكلام عليه في باب شفقته صلى الله عليه وسلم.
«الأزجّ» :
بفتح الزاي وتشديد الجيم أي أزجّ الحاجبين أي المقوّس الحاجب الوافر شعره. كما سيأتي بيان ذلك في باب صفاته صلى الله عليه وسلم.