وروى عن عكرمة- رضي الله تعالى عنه- قال رجل: يا ابن عباس، فلما قضى حاجته قال: يا عكرمة، انظر هل للرجل حاجة فنقضيها؟ قال: فنكس الرجل رأسه استحياء.
وروي عن عكرمة بن سليم- رضي الله تعالى عنه- قال: كنت مع ابن عباس- رضي الله تعالى عنه- أكل معه، فدخل قوم فقالوا: أين ابن عباس الأعمى؟ فقال ابن عباس فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج/ ٤٦] .
الحادي عشر: في شوقه- رضي الله تعالى عنه- في دينه
روي عن طاوس- رضي الله تعالى عنه- قال: ما رأيت أحدا كان أشد تعظيما لحرمات الله- عز وجل- من ابن عباس- رضي الله تعالى عنه-.
وروى أبو محمد الإبراهيمي في كتاب «الصلاة» عن سماك أن الماء لما برد في عين ابن عباس- رضي الله تعالى عنه- فذهب بصره أتاه الذي يثقب العين ويسيل الدماء فقال: أخل بيننا وبين عينيك يسيل ماءها، ولكن تمسك خمسة أيام عن الصلاة فقال: لا والله ولا ركعة واحدة، إني حدثت أنه من ترك صلاة واحدة لقي الله، وهو عليه غضبان وقال: وآخر شدة يلقاها المؤمن الموت، وكذلك كف بصر والده العباس وجده عبد المطلب.
الثاني عشر: في سخائه وكرمه- رضي الله تعالى عنه-
روي عن ... أن معاوية أمر لابن عباس- رضي الله تعالى عنه- بأربعة آلاف درهم، ففرقها في بني عبد المطلب، فقالوا: إنا لا نقبل الصدقة، فقال: إنها ليست بصدقة، وإنما هي هدية.
الثالث عشر: في تعليم النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس- رضي الله تعالى عنه- كلمات ينفعه الله تعالى بهن.
وروى عبد بن حميد والخلعي وأبو نعيم واللفظ له عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:«يا غلام، ألا أعلمك كلمات ينفعك الله- عز وجل- بهن؟
احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك. تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، واعلم أن الخلق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئا لم يكتبه الله لك لم يقدروا على ذلك، وعلى أن يمنعوك شيئا كتبه الله لك لن يقدروا على ذلك، فاعمل لله- عز وجل- بالرضى واليقين، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا» .