للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى شاهين وابن عديّ، وقال منكر، وابن عساكر واللفظ لهما عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه قال: كنا عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فأقبل راكب فأناخ فقال: يا رسول اللَّه إني أتيتك من مسيرة تسع أنضيت راحلتي وأسهرت ليلي وأظمأت نهاري لأسألك عن خصلتين أسهرتاني فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «ما اسمك؟» فقال: أنا زيد الخيل. قال: «بل أنت زيد الخير، فسل، فربّ معضلة قد سئل عنها» . فقال: أسألك عن علامة اللَّه فيمن يريد وعن علامته فيمن لا يريد. فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلم: «كيف أصبحت؟» فقال: أصبحت أحبّ الخير وأهله ومن يعمل به وإن عملت به أيقنت بثوابه، وإن فاتني منه شيء حننت إليه. فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلم: «هذه علامة اللَّه فيمن يريد وعلامته فيمن لا يريد، ولو أرادك بالأهدى هيّأ لك لها ثم لا تبالي من أي واد هلكت» وفي لفظ «سلكت» [ (١) ] .

وروى أبو نعيم في الحلية عنه أن رجلا قال: يا رسول اللَّه أسألك عن علامة اللَّه فيمن يريد، وعلامته فيمن لا يريد [ (٢) ] .

وروى ابن سعد عن أشياخ من طيء قالوا: قدم عمرو بن المسبّح بن كعب بن طريف بن عصر الطائي على النبي صلى اللَّه عليه وسلم وهو يومئذ بن مائة وخمسين سنة فسأله عن الصّيد فقال له: «كل ما أصميت ودع ما أنميت» [ (٣) ] ،

وكان من أرمى العرب.

[تنبيهان]

الأول: ذكر ابن إسحاق، ومحمد بن عمر، وابن سعد أن زيدا توفي في حياة النبي صلى اللَّه عليه وسلم كما سبق، وحكى أبو عمر أنه مات في خلافة عمر رضي اللَّه تعالى عنه، وأنشد له وثيمة بن موسى في الردّة قال وبعث بها إلى أبي بكر رضي اللَّه تعالى عنه. قال الحافظ: وهذا إن ثبت يدل على انه تأخرت وفاته حتى مات النبي صلى اللَّه عليه وسلم.

الثاني: في بيان غريب ما سبق:.

زيد الخيل: قل له زيد الخيل لخمسة أفراس كانت لديه.

سدوس: بسين مفتوحة فدال مضمومة فواو فسين مهملات.

قبيصة: بقاف مفتوحة فموحدة فمثناة تحتية فصاد مهملة.

بنو معن: بميم مفتوحة فعين مهملة فنون.


[ (١) ] أخرجه أبو نعيم في الحلية ٤/ ١٠٩ وذكره الهيثمي في المجمع ٧/ ١٩٧ وعزان للطبراني وقال وفيه عون بن عمارة وهو ضعيف وذكره المتقي الهندي في الكنز (٣٠٨٠٩) وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق ٦/ ٣٧.
[ (٢) ] أخرجه أبو نعيم في الحلية ١/ ٣٧٦.
[ (٣) ] أخرجه ابن سعد في الطبقات ١/ ٢/ ٦٠ والطبراني في الكبير ١٢/ ٢٧ وذكره الهيثمي في المجمع ٤/ ١٦٢.