الباب الثاني عشر في بعض فضائل الزبير بن العوام- رضي الله تعالى عنه-
وفيه أنواع:
[الأول: في نسبه وصفته وولده وإسلامه وهجرته.]
هو أبو عبد الله الزبير بن العوام بن (خويلد) بن أسد بن عبد العزى بن قصّي القرشي الأسدي، يلتقي مع رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- في قصيّ، وأمّه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أسلمت وهاجرت إلى المدينة، أسلم قديما، وعمره خمس عشرة سنة، قال الحافظ أبو نعيم: كان عمّ الزّبير يعلّق الزبير في حصير، ويدخّن عليه بالنار، وهو يقول: ارجع إلى الكفر، فيقول الزّبير: لا أكفر أبدا.
وكان أسمر ربعة من الرجال، معتدل اللّحم، خفيف اللّحية، قيل: كان طويلا إذا ركب تخط رجلاه الأرض.
وأولاده من أسماء بنت الصديق- رضي الله تعالى عنهم-: عبد الله، وعروة، والمنذر وعاصم، والمهاجر، وخديجة الكبرى، وأمّ الحسن، وعائشة، وله أولاد من غيرها- رضي الله تعالى عنهم-.
الثاني: في بعض فضائله- رضي الله تعالى عنه-.
أسلم قديما وهو ابن ثماني سنين، وقيل: ابن ستّ عشرة سنة، فعذّبه عمه بالدّخان لكي يترك الإسلام فلم يفعل، وهاجر إلى الحبشة مرّتين وإلى المدينة، وآخى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بينه وبين ابن مسعود،
وكان أول من سلّ سيفا في سبيل الله حين سمع ما ألقاه الشّيطان أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- أخذ، فخرج الزّبير يستبق الناس بسيفه، والنبي- صلى الله عليه وسلّم- بأعلى مكّة فلقيه، فقال: ما لك يا زبير؟ فقال: أخبرت أنّك أخذت، قال: فصلّى عليه ودعا له ولسيفه.
وشهد بدرا والمشاهد كلّها مع رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- شهد اليرموك وفتح مصر، وكان يتجر ويأخذ عطاء.
روى الإمام أحمد والشيخان وعبد بن حميد والترمذي والخطيب وابن عساكر في تاريخه وابن أبي شيبة وأبو نعيم في المعرفة- والإمام أحمد والبيهقي عن جابر وابن عساكر عن الزبير والإمام أحمد وأبو يعلى وابن أبي شيبة والترمذي وقال: حسن صحيح، والطبراني والحاكم وأبو نعيم في فضائل الصحابة عن علي والدارقطني في الإفراد عن أبي موسى والزّبير ابن بكّار وابن عدي وابن عساكر عن عمر وأبو يعلى وابن سعد والزبير بن بكّار وابن عساكر