قال ابن سعد رحمه الله تعالى: قدمت أشجع على رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الخندق وهم مائة ورأسهم مسعود بن رخيلة، فنزلوا شعب سلع. فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر لهم بأحمال التمر. فقالوا:«يا محمد لا نعلم أحدا من قومنا أقرب دارا منك منّا ولا أقلّ عددا، وقد ضقنا بحربك وبحرب قومك فجئنا نوادعك» . فوادعهم. ويقال بل قدمت أشجع بعد ما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني قريظة، وهم سبعمائة، فوادعهم ثم أسلموا بعد ذلك.
الباب العاشر في قدوم وفد الأشعريين إليه صلّى الله عليه وسلم وذكر إعلامه صلى الله عليه وسلم بقدومهم قبل وصولهم ودعائه لهم لما أشرفوا في البحر على الغرق.
قال عبد الرزاق: أخبرنا معمر قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا في أصحابه يوما فقال: «اللهم انج أصحاب السفينة» . ثم مكث ساعة فقال:«استمدّت» . فلما دنوا من المدينة قال:«قد جاءوا يقودهم رجل صالح» قال: «والذين كانوا معه في السفينة الأشعريون والذين قادهم عمرو بن الحمق الخزاعي» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أين جئتم؟» قالوا من زبيد. قال:
«بارك الله في زبيد» . قالوا: وفي زمع. قال:«وبارك الله في زبيد» . قالوا وفي زمع. قال: في الثالثة: «وفي زمع» [ (١) ] .
وروى ابن سعد والبيهقي وأحمد بن أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«يقدم عليكم قوم هم أرق منكم قلوبا» .
فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون يقولون: