الأهتم قد خلّفه القوم في ظهرهم، وكان أصغرهم سنّا، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما أعطى القوم.
وقال محمد بن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجاز كل رجل منهم اثنتي عشرة أوقية إلا عمرو بن الأهتم فإنه أعطاه خمس أواق لحداثة سنة. قال ابن إسحاق: وفيهم نزل من القرآن:
إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ [الحجرات ٤] [
وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم] فقال: «هم جفاة بني تميم، لولا أنهم من أشد الناس قتالا للأعور الدّجّال لدعوت الله عليهم أن يهلكهم» .
وروى البيهقي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: «جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قيس بن عاصم، والزّبرقان بن بدر وعمرو بن الأهتم التميميون. ففخر الزبرقان وقال: يا رسول الله أنا سيّد تميم والمطاع فيهم والمجاب منهم آخذ لهم بحقوقهم وأمنعهم من الظلم وهذا يعلم ذلك. وأشار إلى عمرو بن الأهتم.
فقال عمرو بن الأهتم: إنه لشديد العارضة، مانع لجانبه، مطاع في أدانيه. فقال الزبرقان: والله يا رسول الله لقد علم مني غير ما قال وما منعه أن يتكلم إلا الحسد. فقال عمرو ابن الأهتم: «أنا أحسدك، فو الله إنك للئيم الخال، حديث المال، أحمق الولد، مبغض في العشيرة، والله يا رسول الله لقد صدقت فيما قلت أولا وما كذبت فيما قلت آخرا، ولكني رجل إذا رضيت قلت أحسن ما علمت وإذا غضبت قلت أقبح ما وجدت، ولقد صدقت في الأولى والأخرى جميعا» .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من البيان لسحرا» .
[تنبيه: في بيان غريب ما سبق:]
شرح غريب أبيات الزبرقان بن بدر رضي الله عنه تنصب: بضم الفوقية وسكون النون وفتح الصاد المهملة وبالموحدة المضمومة.
البيع: نائب الفاعل جمع بيعة بكسر الموحدة وهي أماكن الصلوات والعبادات للنصارى.
فسرنا: بالقاف والسين المهملة: قهرنا وأكرهنا.
النّهاب: بنون مكسورة فهاء فألف فموحدة: جمع نهب بمعنى منهوب.
يتّبع: بالبناء للمفعول.
القزع: جمع قزعة وهي السحاب يعني إذا كان الجدب ولم يكن في السماء سحاب يتقزّع والقزع تفرّق السحاب.