من كل حاضر وباد، أتوك على قلص نواح [متّصلة بحبائل الإسلام، لا تأخذهم في الله لومة لائم من مخلاف خارف، ويام] وشاكر، أهل السّواد والقود، أجابوا دعوة الرسول، وفارقوا الآلهات والأنصاب، عهدهم لا ينقض [عن سنّة ما حل، ولا سوداء عنقفير] ما أقام لعلع، وما جرى اليعفور بصيلع» .
فكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم: هذا كتاب من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لمخلاف خارف، وأهل جناب الهضب، وحقاف الرّمل، مع وافدها ذي المشعار مالك بن نمط، ومن أسلم من قومه أن لهم فراعها ووهاطها وعزازها] ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، يأكلون ظلافها، ويرعون عفاءها [لنا من دفئهم وصرامهم ما سلّموا بالميثاق والأمانة ولهم من الصّدقة الثّلب والتّاب والفصيل والفارض والدّاجن والكبش الحوريّ وعليهم فيها الصّالغ والقارح] لكم بذلك عهد الله وذمام رسوله، وشاهدكم المهاجرون والأنصار»
فقال في ذلك مالك بن نمط:
ذكرت رسول الله في فحمة الدّجى ... ونحن بأعلى رحرحان وصلدد
وهنّ بنا خوص طلائع تغتلي ... بركبانها في لا حب متمدّد
على كلّ فتلاء الذّراعين جسرة ... تمرّ بنا مرّ الهجف الخفيدد
حلفت بربّ الرّاقصات إلى منى ... صوادر بالرّكبان من هضب قردد
بأنّ رسول الله فينا مصدّق ... رسول أتى من عند ذي العرش مهتد
فما حملت من ناقةٍ فوق رحلها ... أشد على أعدائه من محمّد
وأعطى إذا ما طالب العرف جاءه ... وأمضى بحدّ المشرفيّ المهنّد
[تنبيه: في بيان غريب ما سبق:.]
همدان: بفتح الهاء وسكون الميم وبالدال المهملة: قبيلة معروفة. وقال الأئمة الحفّاظ:
ليس في الصحابة ولا تابعيهم ولا أتباع التابعين أحد من البلدة: [همذان] التي بفتح الميم وبالذال المعجمة.
المقطّعات: ثياب قصار لأنها قطعت عن بلوغ التمام، وقيل المقطّع من الثياب كل ما يفصّل ويخاط من قميص وغيره وما لا يقطع منها كالأزر والأردية.
الحبرات: بكسر الحاء المهملة وفتح الموحدة وبالراء جمع مصبغ باليمن.
الدّيباج: بدال مهملة مكسورة الثياب المتّخذة من الإبريسم فارسي معرّب وقد تفتح داله.
مشعار: بميم مكسورة وشين معجمة ساكنة وعين مهملة أو معجمة.
مخلاف: بميم مكسورة فخاء معجمة ساكنة فلام فألف ففاء، من اليمن كالرّستاق في العراق.