للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الباب الحادي عشر في قدوم أعشى بني مازن على النبي صلى الله عليه وسلم]

روى عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد المسند، والشيرازي في الألقاب عن نضلة بن طريف، أن رجلا منهم يقال له الأعشى واسمه عبد الله بن الأعور كانت عنده امرأة يقال لها معاذة وخرج في رجب [يمير أهله من هجر فهربت امرأته بعده ناشزا عليه فعاذت برجل منهم يقال له مطرّف بن بهصل المازني فجعلها خلف ظهره فلما قدم لم يجدها في بيته وأخبر أنها نشزت عليه وأنها عاذت بمطرّف بن بهصل فأتاه فقال: يا ابن عمّ أعندك امرأتي معاذة فادفعها إليّ. قال: ليست عندي ولو كانت عندي لم أدفعها إليك. قال وكان مطرّف أعزّ منه. قال فخرج الأعشى حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فعاذ به وأنشأ يقول] : وروى عبد الله بن الإمام أحمد، وابن أبي خيثمة والحسن بن سفيان، وابن شاهين، وأبو نعيم عن الأعشى المازني أنه قال:

أتيت نبي الله صلّى الله عليه وسلم فأنشدته:

يا مالك النّاس وديّان العرب ... إنّي لقيت ذربة من الذّرب

غدوت أبغيها الطّعام في رجب ... فخلّفتني في نزاع وهرب

أخلفت العهد ولظّت بالذّنب ... وهنّ شرّ غالبا لمن غلب

[فكتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى مطرّف: «انظر امرأة هذا معاذة فادفعها إليه» .

فأتاه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فقرئ عليه فقال: «يا معاذة هذا كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فيك وأنا دافعك إليه. قالت: خذلي العهد والميثاق وذمة النبي صلى الله عليه وسلم إلا يعاقبني فيما صنعت. فأخذ لها ذلك ودفعها إليه فأنشأ يقول:

لعمرك ما حبّي معاذة بالّذي ... يغيّره الواشي ولا قدم العهد

ولا سوء ما جاءت به إذ أذلّها ... غواة رجال إذ يناجونها بعدي [ (١) ]

[تنبيه: في بيان غريب ما سبق:]

ديّان: بدال مهملة فمثناة تحتية مشددة فألف فنون. القهّار من دان النّاس إذا قهرهم، وقيل الحاكم والقاضي.

ذربة: بذال معجمة مكسورة فراء ساكنة فموحدة مفتوحة: فاسدة من ذرب المعدة وهو فسادها.

غدوت: بغين معجمة فدال مهملة فواو فتاء، من الغدوّ وهو السّير أول النهار.

أبغيها [الطعام] : بهمزة قطع فموحدة ساكنة فغين معجمة فمثناة تحتية أي أطلب لها.

لظّت: بلام فظاء معجمة مشالة مفتوحتين [مع تشديد الظاء] فتاء: أكثرت وألحّت.


[ (١) ] انظر البداية والنهاية ٥/ ٧٤.