الباب الخامس في بعض مناقب عبد الله بن جعفر- رضي الله تعالى عنه-
وفيه أنواع
[الأول: في مولده]
تقدم أنه ولد بأرض الحبشة وهو أول مولود بها للمسلمين وقدم مع أبيه- رضي الله تعالى عنهما- المدينة، وحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم وروى عنه.
الثاني: في بيعته- رضي الله تعالى عنه-
روى البغوي والطبراني بسند جيد عن هشام بن عروة عن أبيه- رضي الله تعالى عنه- قال: إن عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن جعفر- رضي الله تعالى عنهما- بايعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما ابنا سبع سنين وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رآهما تبسم وبسط يده فبايعهما.
الثالث: في دعائه صلى الله عليه وسلّم له
روى أبو يعلى والطبراني برجال الصحيح عن عمرو بن حريث- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بعبد الله بن جعفر- رضي الله تعالى عنه- وهو يلعب مع الغلمان أو مع الصبيان فقال:«بارك الله بعبد الله في بيعته أو في صفقته» .
وروى الإمام أحمد والبغوي عن عبد الله بن جعفر- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح رأسه ثلاثا، كلما مسح قال:«اللهم أخلف جعفرا في ولده» .
وروى ابن سعد وابن عساكر عن ابن عباس، والإمام أحمد وابن عساكر عن عبد الله بن جعفر، وأبو داود الطيالسي وابن سعد والإمام أحمد والطبراني في «الكبير» والحاكم وابن عساكر والواقدي وابن سعد عن عبد الله بن جعفر وابن سعد عن عامر- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«اللهم إن جعفرا قد قدم إلى أحسن الثواب فأخلف في ذريته، بأحسن ما أخلفت أحدا من عبادك في ذريته» وفي لفظ «اللهم أخلف جعفرا في ولده» وفي لفظ: «في أهله وبارك لعبد الله في صفقة- يمينه» - ثلاثا.
[الرابع: في حمل رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه على دابته]
روى مسلم عن عبد الله بن جعفر- رضي الله تعالى عنهما- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر تلقّى بصبيان أهل بيته. قال، وإنه قدم من سفر فسبق بي إليه. فحملني بين يديه، ثم جيء بأحد ابني فاطمة فأردفه خلفه. قال، فأدخلنا المدينة ثلاثة على دابة.