الباب الثالث والخمسون في سرية عمرو بن العاص رضي اللَّه تعالى عنه لهدم سواع في شهر رمضان سنة ثمان في غزوة الفتح.
قال محمد بن عمر، وابن سعد: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عمرو بن العاص إلى سواع صنم هذيل بن مدركة، وكان على صورة امرأة ليهدمه. قال عمرو: فانتهيت إليه وعنده السّادن.
فقال: ما تريد؟ فقلت: أمرني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أن أهدمه. قال: لا تقدر على ذلك. قلت: لم؟
قال: تمنع. قلت: حتى الآن أنت على الباطل ويحك، وهل يسمع أو يبصر؟ قال: فدنوت منه فكسرته، وأمرت أصحابه فهدموا بيت خزانته فلم نجد فيه شيئا. ثم قلت للسادن كيف رأيت؟
قال: أسلمت للَّه تعالى.
[تنبيه: في بيان غريب ما سبق:]
سواع: بسين مضمومة وعين مهملتين بينهما ألف سمي سواع بن شيث بن آدم صلى اللَّه عليه وسلم.
قال الجوهري [وسواع اسم صنم] كان لقوم نوح عليه السلام ثم صار لهذيل كان برهاط- بضم الراء قرية جامعة على ثلاثة أميال من مكة ساحل البحر- يحجّون إليه.