شهدت بأنّ الله حقّ ... بنات فؤادي بالشّهادة والنّهض
فأبلغ رسول الله عنّي رسالة ... بأنّي حنيف حيث كنت من الأرض
وأنت أمين الله في كل خلقه ... على الوحي من بين القضيضة والقضّ
فإن لم تكن داري بيثرب فيكم ... فإنّي لكم عند الإقامة والخفض
أصالح من صالحت من ذي عداوة ... وأبغض من أمسي على بغضكم بغضي
وأدني الّذي واليته وأحبّه ... وإن كان في فيه العلاقم من بغض
أذبّ بسيفي عنكم وأحبّكم ... إذا ما عدوكم في الرفاق وفي النّقض
وأجعل نفسي دون كلّ ملمّة ... لكم جنّة من دون عرضكم عرضي
وقال سلمة بن عياض الأسدي رضي الله تعالى عنه:
رأيتك يا خير البرية كلّها ... نشرت كتابا جاء بالحقّ معلما
شرعت لنا فيه الهدى بعد جورنا ... عن الحقّ لمّا أصبح الأمر مظلما
فنورت بالقرآن ظلمات حندس ... وأطفأت نار الكفر لمّا تضرّ ما
تعالى علوّ الله فوق سمائه ... وكان مكان الله أعلى وأكرما
وروى سليمان بن عليّ عن علي بن عبد الله عن عبد اله بن عباس رضي الله تعالى عنهما أن الجارود رضي الله تعالى عنه أنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه في قومه:
يا نبيّ الهدى أتتك رجال ... طعت فدفدا وآلا فآلا
وطوت نحوك الصّحاصح طرّا ... لا تخال الكلال فيه كلالا
كلّ دهناء يقصر الطّرف عنها ... أرقلتها قلاصنا إرقالا
وطوتها الجياد تجمح فيها ... بكماة كأنجم تتلالا
تبتغي دفع بوس يوم عبوس ... أوجل القلب ذكره ثمّ هالا
[تنبيهان]
الأول: وقع في العيون: الجارود بن بشر بن المعلّى. قال في النور: والصواب حذف «ابن» ، يبقى الجارود بشر بن المعلّى.
الثاني: في بيان غريب ما سبق:.
الجارود بن المعلّى ويقال ابن عمرو بن المعلّى أبو المنذر ويقال أبو غياث بمعجمة ومثلثة على الأصح وقيل بمهملة وموحدة ويقال اسمه بشر بن حنش بحاء مهملة ونون مفتوحتين فشين معجمة.
أن قد: بفتح الهمزة.