وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كانت عجوز تأتي النبي- صلى الله عليه وسلّم- فيهشّ لها ويكرمها، وفي لفظ «كانت عجوز تأتي النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال لها: «من أنت» ؟ فقالت: جثمامة المدينة قال: «بل أنت حسانة المدينة، كيف أنتم؟ كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟ قالت:
بخير، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وفي لفظ: كانت تأتي النبي- صلى الله عليه وسلّم- امرأة فقلت: يا رسول الله، من هذه؟ وفي لفظ: بأبي أنت وأمي إنّك لتصنع بهذه العجوز شيئا لم تصنعه بأحد، وفي لفظ: فلما خرجت، قلت: يا رسول الله، تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال: فقال: «يا عائشة، إنها كانت تأتينا زمن خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان» . وفي لفظ: «وإن كرم الودّ من الإيمان» .
العاشر: في أنها- رضي الله تعالى عنها- من أفضل نساء أهل الجنة:
روى الإمام أحمد، وأبو يعلى، والطبراني برجال الصحيح عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال: خطّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في الأرض أربعة خطوط فقال: «تدرون ما هذا» ؟
فقالوا: الله ورسوله أعلم، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمّد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون» .
[الحادي عشر: في أنها من خير نساء العالمين ومن سيداتهن.]
روى البخاري ومسلم عن علي رضي الله عنه قال، سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يقول: «خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة بنت خويلد» .
الثاني عشر: في ذكر ولدها- رضي الله تعالى عنها- من غير رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-.
كان لها- رضي الله تعالى عنها- جارية اسمها هند من عتيق بن عائذ بن عبد الله أسلمت وتزوجت، وجارية أخرى يقال لها هالة من النباش بن زرارة ورجل يقال له هند بن أبي هالة، قال ابن قتيبة وابن سعد وأبو عمر: عاش هند بن هند في بيت رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- وأسلم مع أمه، وقتل مع علي- رضي الله تعالى عنهما- يوم الجمل ذكره الزّبير، وقيل: مات بالبصرة في الطاعون، فازدحم الناس على جنازته، وتركوا جنائزهم وقالوا: ربيب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان رضي الله تعالى عنه- فصيحا بليغا وصّافا فوصف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأحسن وأتقن.
وكان- رضي الله تعالى عنه- يقول: إن أكرم الناس أبا وأمّا وأخا وأختا، أبي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأمي خديجة، وأخي القاسم، وأختي فاطمة.
الثالث عشر: في وفاتها- رضي الله تعالى عنها-.
توفّيت قبل الهجرة قيل: بأربع، وقيل: بخمس، في رمضان لسبع عشرة ليلة خلت منه من قبل الإسراء بثلاث سنين على الصحيح. ونزل رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- في حفرتها وكان لها حين توفّيت خمس وستون