الكعبة؟ قال: نعم، وفي رواية العلاء بن عبد الرحمن عن ابن عمر: أنه سأل بلالا، وأسامة وفي رواية أبي الشعثاء عن ابن عمر قال: أخبرني أسامة بن زيد أنه رأى رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- صلى فيه ههنا. وفي رواية خالد بن الحرث عن ابن عوف عن مسلم، والنسائي عن ابن عمر: فرقيت الدرجة فدخلت البيت، فقلت أين صلى رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-؟ قالوا: ههنا. وفي رواية جويرية.
ويونس، وجمهور أصحاب نافع: فسألت بلالا: أين- صلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-؟ قال: بين العمودين اليمانيين- ولفظ جويرية: المقدّمين- وفي رواية مالك: جعل عمودا عن يمينه، وعمودا عن يساره. وفي رواية: عمودا عن يمينه وعمودين عن يساره، وجعل ثلاثة أعمدة وراءه، وفي رواية عنه: عمودا عن يساره، وعمودين عن يمينه. قال البيهقي: وهو الصحيح، وفي رواية فليح: صلّى بين ذينك العمودين المقدّمين من السطر وكان البيت على ستة أعمدة سطرين.
صلى بين العمودين من السطر المقدم، وجعل باب البيت خلف ظهره، وعند المكان الذي صلّى فيه مرمرة حمراء، وفي رواية موسى بن عقبة عند البخاري، ومالك في رواية ابن قاسم عن النسائي عن نافع: أن بين موقف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وبين الجدار نحو ثلاثة أذرع. وفي رواية ابن مهدي عند أبي داود، وابن وهب عند الدارقطني في الغزوات- كلاهما عن مالك، وهشام، وابن سعد عن أبي عوانة عن نافع: صلى رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- وبينه وبين الجدار ثلاثة أذرع.
قال الحافظ أبو الفضل العراقي- رحمه الله تعالى- ملخّصا من طرق الأحاديث-: أن مصلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من البيت أن الدّاخل من الباب يسير تلقاء وجهه حين يدخل إلى أن يجعل بينه وبين الجدار ثلاثة أذرع أو ذراعين أو ما بينهما لاختلاف الطّرق. قال: ولا ينبغي أن يجعل بينه وبين الجدار أقل من ثلاثة أذرع، فإن كان الواقع أنه ثلاثة أذرع فقد صادف مصلّاه، وإن كان ذراعين فقد وقع وجه المصليّ وذراعاه في مكان قدمي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهذا أولى من المتقدم.
ذكر قدر صلاته- صلى الله عليه وسلم- في الكعبة
في رواية يحيى بن سعيد عند الشيخين. وفي رواية أبي نعيم الفضل بن دكين [ (١) ] عند البخاري والنسائي، ورواية أبي عاصم الضحاك بن مخلد عند ابن خزيمة، ورواية عمر بن علي
[ (١) ] الفضل بن دكين واسمه عمرو بن حمّاد بن زهير التيمي، مولى آل طلحة أبو نعيم الكوفي الملائي الأحول الحافظ العلم. عن الأعمش وزكريا بن أبي زائدة وجعفر بن برقان وأفلح بن حجير وخلق وعنه البخاري وأحمد وإسحاق ويحيى بن معين وخلق. قال أحمد: ثقة يقظان عارف بالحديث. وقال القسوى: أجمع أصحابنا على أن أبا نعيم كان عناية في الإتقان، قال يعقوب بن شيبة مات سنة تسع عشرة ومائتين، الخلاصة ٢/ ٣٣٥.