للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إليهم، ولكنّي أحببت أن يبلغ النّساء مقامه لي ومكاني منه، وفي لفظ فأقول: لا: لأنظر منزلتي عنده، ولقد رأيته يراوح بين قدميه إذا طلع عمر فارفضّ الناس عنها والصبيان، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-: إني لأنظر إلى شياطين الأنس والجن قد فرّوا من عمر، وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: لا تلبث أن تصرع فصرعت في الناس فأخبروا بذلك.

روى البرقاني عنها- رضي الله تعالى عنها- قالت: دخل علي رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه، ودخل أبو بكر، فانتهرني، وقال: مزمارة الشّيطان، عند رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- فأقبل عليه رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- فقال:

دعها فلما غفل غمزتهما فخرجتا، وقالت: كان يوم عيد يلعب السّودان بالدّرق والحراب، فلما سألت رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- قال: أتشتهين تنظرين؟ فقلت: نعم، فأقامني وراءه وهو يقول: دونكم يا بني أرفدة، حتى إذا مللت قال: حسبك قلت: نعم.

الثاني والعشرون: في ابتدائه- صلّى الله عليه وسلم- حين أنزلت عليه آية التخيير بها وحسن جوابها.

روى مسلم عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- أن الله- عز وجل- أنزل الخيار فبدأ بعائشة، وقال: إني ذاكر لك أمرا ما أحب أن تعجلي فيه حتى تأتي أبويك، قالت: ما هو؟ فتلا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قوله تعالى يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا [الأحزاب ٢٨] الآية فقالت: أفيك استأمر أبوي بل أختار الله ورسوله.

الحديث.

وقد ذكر مطوّلا في الخصائص.

الثالث والعشرون: في اختياره- صلى الله عليه وسلّم- الإقامة عندها أيام مرضه- صلّى الله عليه وسلّم- واجتماع ريقه وريقها واختصاصها بمباشرة خدمته.

روى الإمام أحمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما مرض رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في بيت ميمونة، فاستأذن نساءه أن يمرض في بيتي فأذنّ له، فخرج رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- معتمدا على العباس، وعلى رجل آخر ورجلاه تخطان في الأرض. وقال عبيد الله فقال ابن عباس: أتدري من ذلك الرجل؟ هو علي بن أبي طالب، ولكن عائشة لا تطيب لها نفسا، قال الزهري فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- وهو في بيت ميمونة لعبد الله بن زمعة: مر النّاس فليصلّوا فلقي عمر بن الخطاب، فقال: يا عمر صل بالناس، فصلى بهم فسمع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صوته فعرفه، وكان جهير الصوت فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: أليس هذا صوت عمر؟ قالوا: بلى قال: يأبى الله- عز وجل- ذلك، والمؤمنون مروا أبا بكر، فليصلّ بالناس قالت عائشة: يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق لا يملك دمعه، وأنه إذا قرأ القرآن بكى