للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباب الثاني في خلق آدم وجميع المخلوقات لأجله صلّى الله عليه وسلم

عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: أوحى الله تعالى إلى عيسى: «آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم وأمر أمتّك أن يؤمنوا به، فلولا محمد ما خلقت آدم ولا الجنة ولا النار، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن» .

رواه أبو الشيخ [ (١) ] في طبقات الأصبهانيين، والحاكم [ (٢) ] وصحّحه، واقره السّبكي في شفاء السّقام، والبلقيني [ (٣) ] في فتاويه. وقال الذّهبي [ (٤) ] : في سنده عمرو بن أوس [ (٥) ] لا يدرى من هو انتهى.

ولبعضه شاهد من حديث عمر بن الخطاب [ (٦) ] رواه الحاكم وسيأتي.

قال الإمام جمال الدين محمود بن جملة [ (٧) ] : ليس مثل هذا للملائكة ولا لمن سواه من الأنبياء.


[ (١) ] هو عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان الأصبهاني أبو محمد من حفاظ الحديث، يقال له: أبو الشيخ من تصانيفه «طبقات المحدثين بأصبهان» وأخلاق النبي وآدابه، وغير ذلك توفي سنة ٣٦٩ هـ، انظر الأعلام ٤/ ١٢٠.
[ (٢) ] هو محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم الحافظ أبو عبد الله الحاكم النيسابوري المعروف بابن البيع صاحب المستدرك وغيره من الكتب المشهورة توفي في صفر سنة خمس وأربعمائة، انظر وفيات الأعيان ٣/ ٤٠٨، طبقات ابن قاضي شهبة ١/ ١٩٣.
[ (٣) ] هو عمر بن رسلان بن نصير بن صالح بن شهاب بن عبد الخالق بن عبد الحق شيخ الإسلام سراج الدين أبو حفص البلقيني تخرج على مشايخ عصره واجتمعت الطلبة للاشتغال عليه بكرة وعشيا توفي في ذي القعدة سنة خمس وثمانمائة من تصانيفه كتاب محاسن الاصطلاح وتضمين كتاب ابن الصلاح في علوم الحديث، كتاب تصحيح المنهاج وغير ذلك، انظر طبقات ابن قاضي شهبة ٤/ ٣٦، شذرات الذهب ٧/ ٥١.
[ (٤) ] هو محمد بن أحمد بن عثمان الحافظ مؤرخ الإسلام أبو عبد الله المعروف بالذهبي سمع ببلاد كثيرة من خلائق يزيدون على ألف ومائتين قال السبكي: محدث العصر، وخاتم الحفاظ القائم بأعباء هذه الصناعة، وحامل راية أهل السنة والجماعة إمام عصره حفظا واتقانا، توفي في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، انظر طبقات ابن هداية ٩٠، طبقات ابن قاضي شهبة ٣/ ٥٦.
[ (٥) ] عمرو بن أوس. يجهل حاله. أتى بخبر منكر. أخرجه الحاكم في مستدركه، وأظنه موضوعا من طريق جندل بن والق، ميزان الاعتدال ٣/ ٢٤٦.
[ (٦) ] عمر بن الخطاب بن نفيل، بنون وفاء، مصغرا، ابن عبد العزّى بن رياح، بتحتانية، ابن عبد الله بن قرط، بضم القاف، ابن رزاح، براء ثم زاي خفيفة، ابن عديّ بن كعب القرشي، العدوي، أمير المؤمنين، مشهور، جمّ المناقب، استشهد في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، وولي الخلافة عشر سنين ونصفا. التقريب ٢/ ٥٤ وسيأتي في المناقب.
[ (٧) ] محمود بن محمد بن إبراهيم بن جملة بن مسلم بن تمام بن حسين بن يوسف، الخطيب، العالم، العابد، جمال الدين أبو الثناء المحجي الدمشقي. قيل: إن مولده سنة سبع وسبعمائة، وسمع من جماعة وحفظ التعجيز لابن يونس، وتفقه على عمه القاضي جمال الدين، وتصدر بالجامع الأموي، وشغل بالعلم، وأفتى، ودرس بالظاهرية. ذكره الذهبي في المعجم المختص وقال: وشاكر في الفضائل، وعني بالرجال، ودرس، واشتغل، وتقدم مع الدين والتصون. وقال ابن رافع. كان دينا، خيرا، شغل بالعلم، وجمع. وقال السبكي في الطبقات الكبرى كان متعففا، متصوفا، دينا، مجموعا على طلب العلم، وذكر أن له تعاليق في الفقه والحديث، قلّ أن رأيت نظيره. توفي في شهر رمضان سنة أربع وستين وسبعمائة، ودفن بسفح قاسيون. ابن قاضي شهبة ٣/ ١٣٧، وطبقات الشافعية للسبكي ٦/ ٢٤٨.