للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

روى البخاري عن سهم بن منجاب وابن سعد والبيهقي وأبو نعيم عن أبي هريرة والبيهقي عن أنس رضي الله عنهم قال أبو هريرة: خرجت مع العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه فرأيت منه خصالا لا أدري أيتهن أعجب، قال أنس رضي الله عنه: أدركت في هذه الأمة ثلاثا لو كانت في بني إسرائيل لم تقاسمها الأمم، قال منجاب: غزونا مع العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه دارين، ثم اتفقوا، واللفظ لأنس، قالوا: كنا في غزاة فأتينا مغازينا فوجدنا القوم قد بدروا بنا فعفوا أثار الماء والحر الشديد وجهدنا العطش ودوابنا وذلك يوم الجمعة، فلما مالت الشمس لغروبها، صلى بنا ركعتين ثم مد يده إلى السماء وما نرى في السماء شيئا، فو الله، ما حط يده حتى بعث الله ريحا وأنشأ سحابا، وأفرغت حتى ملأت الغدر والشعاب، فشربنا وسقينا ركابنا ثم أتينا عدونا، وقد جاوز خليجا من البحر إلى جزيرة، فوقف على البحر، وقال:

يا عليم يا عظيم، يا حليم يا كريم، ثم قال: أجيزوا بسم الله، قالوا: فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا، فلم نلبث إلا يسيرا وأتينا العدو فقتلنا وأسرنا وسبينا ثم أتينا الخليج فقال مثل مقالته فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا، وذكروا بقية الحديث، وقال رجل من المسلمين في مرورهم في البحر.

ألم تر أن الله ذلل بحره ... وأنزل بالكفار إحدى الجلائل

دعونا الذي شق البحار فجاءنا ... بأعجب من فلق البحار الأوائل

[الباب الثامن في بعض آيات وقعت لأنس بن مالك رضي الله عنه]

روى أبو نعيم عن عباد بن عبد الصمد قال: أتيت أنس بن مالك رضي الله عنه فقال: يا جارية، هلمي المنديل فأتت بمنديل وسخ، فقال: اسجري التنور، فأوقدته، فأمر بالمنديل، فطرح فيه، فخرج أبيض كأنه اللبن، فقلنا: ما هذا؟ قال: منديل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح وجهه، فإذا اتسخ صنعنا به هكذا، لأن النار لا تأكل شيئا مر على وجوه الأنبياء.

[الباب التاسع في بعض آيات وقعت لتميم الداري رضي الله عنه]

روى البيهقي عن معاوية بن حرمل قال: خرجت نار من الحرة فجاء عمر إلى تميم فقال: قم إلى هذه النار، فقام معه وتبعتهما، فانطلقا إلى النار فجعل تميم يحوشها بيده، حتى دخلت الشعب، ودخل تميم خلفها، فجعل عمر يقول: ليس من رأى كمن لم ير قالها ثلاثا.