إلا قد حضر أجلي، وإنك أول أهلي لحوقا بي، ونعم السلف أنا لك» فبكيت لذلك، ثم إنه سارني فقال: «ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة» ؟ فضحكت لذلك.
وروى أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: ما رأيت أحدا أشبه سمتا ولا هديا، ولا حديثاً برسول الله صلى الله عليه وسلم في قيامها وقعودها من فاطمة- رضي الله تعالى عنها-.
وروى ابن حبان عنها قالت: ما رأيت أحد أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة- رضي الله تعالى عنها- وكانت إذا دخلت قام إليها فقبلها ورحب بها وأخذ بيدها وأجلسها في مجلسه وكانت هي- رضي الله تعالى عنها- إذا دخل صلى الله عليه وسلم عليها قامت إليه فقبلته وأخذت بيده وأجلسته مكانها فدخلت عليه في مرضه الذي توفي فيه فأسر إليها فبكت ثم أسر إليها فضحكت فقلت: كنت أحسب أن لهذه المرأة فضلا على نسائنا فإذا هي امرأة منهن بينما
هي تبكي إذ هي تضحك، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها عن ذلك فقالت أسر إلي أنه ميت فبكيت ثم أسر إلي أني أول أهله لحوقا به فضحكت.
وروى الإمام أحمد وأبو يعلى برجال الصحيح والترمذي من غير ذكر فاطمة ومريم- عليهما السلام- عن أبي سعيد- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وفاطمة سيدة نسائهم إلا ما كان من مريم بنت عمران» .
وروى الطبراني في «الأوسط» «والكبير» برجال الصحيح عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سيدة نساء أهل الجنة بعد مريم بنت عمران فاطمة وخديجة ثم آسية بنت مزاحم امرأة فرعون- وفي لفظ- وآسية» .
وروى الطبراني برجال الصحيح عن محمد بن مروان الذهلي وثقه ابن حبان عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن ملكا من السماء لم يكن زارني فاستأذن ربّي في زيارتي فأذن له فبشرني وأخبرني أن فاطمة سيدة نساء أمتي،
وسيأتي لهذا مزيد بيان في مناقب السيدة خديجة- رضي الله تعالى عنها-.
التاسع: في إثبات فضلها- رضي الله تعالى عنها- بأبيها صلى الله عليه وسلم وأقاربها أصلا وفرعا.
روى الطبراني عن أبي أيوب- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة: «نبينا خير الأنبياء، وهو أبوك، وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك» ... الحديث.
وروى الطبراني برجال الصحيح عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: «ما رأيت أفضل من فاطمة غير أبيها صلى الله عليه وسلم» .