للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المشركين» ، فأسلم فقبلها منه، وقال يا رسول الله: الرجل من قومي أسفل مني يشتمني، فأنتصر منه، فقال عليه الصلاة والسلام: «المستبّان شيطانان يتهاتران يتكاذبان» .

وقد نظم الحافظ الكبير أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي رحمه الله تعالى أسماء ما وقف عليه من أسماء خيله صلّى الله عليه وسلّم وصدر بالسبعة المتفق عليها فقال.

خيل النبيّ عدّة لم تختلف ... في السّبع الأولى كلّها مركوب

سكب لزاز ظرب مرتجز ... ورد لحيف سبحة مندوب

أبلق ذو العقّال بحر ضرس ... مرتجل ذو اللّمّة اليعسوب

أدهم سرحان الشّحا مراوح ... سجل نجيب طرف اليعبوب

ملاوح عدّة أربعة تلي ... عشرين لم يحظ بها مكتوب

وقد نظم بعض ذلك الحافظ أو الفتح بن سيد الناس [ (١) ] فقال:

لم يزل في حربة ... ذا ثبات وثبات

ومضاء قصرت عنه ... مواضي المرهفات

كلفا بالطّعن والضّرب ... وحبّ الصّافنات

من لزاز ولحيف ... ومن السّكب المؤات

ومن المرتجز السّابق ... سبق الذّاريات

ومن الورد ومن سبحة ... مثل العاديات

[تنبيه: في بيان غريب ما سبق:]

السّكب: الخفيف الجري السريعة ويسمى القضّ قال أبو منصور الثّعالبي: شبه بقض الماء وإسكابه، وبه سمّي أحد أفراس رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فزارة: بفاء فزاي فألف فراء مفتوحات فتاء تأنيث.

يتمطى: بتحتية ففوقية فميم فطاء مفتوحات: يتمدد.

فهش، لذلك يهشّ هشّا إذا ارتاح له، وخف إليه، وكذلك هششت بفلان، بالكسر، أهشّ له هشاشة إذا خففت إليه وارتحت له ورجل هشّ.

شوّر: بضم الشين المعجمة، وكسر الواو المشددة، من قولهم شوّرت الدابة شورا


[ (١) ] محمد بن محمد بن محمد بن أحمد، ابن سيّد الناس، اليعمري الربعي، أبو الفتح، فتح الدين: مؤرخ، عالم بالأدب. من حفاظ الحديث، له شعر رقيق. أصله من إشبيلية، مولده ووفاته في القاهرة. من تصانيفه «عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير» ومختصره «نور العيون وبشرى اللبيب في ذكرى الحبيب وتحصيل الإصابة في تفضيل الصحابة» .
توفي سنة ٧٣٤ هـ. انظر الأعلام ٧/ ٣٤، ٣٥.