للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالأذان، فنزل به، فعلّمه بلالا، وفي سنده، طلحة بن زيد الرّقّي هالك. قال الحافظ أبو الفرج بن رجب: هذا حديث موضوع بهذا الإسناد بغير شك، قلت: وبغيره أيضا.

ولابن شاهين عن علي بن أبي طالب: «علم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الأذان ليلة أسرى به وفرضت عليه الصلاة» ،

وفي سنده حصين بن مخارق، وهو وضاع. وللدار قطني في الإفراد، وعن أنس رضي الله عنه «أن جبريل أمر النبي- صلى الله عليه وسلم- بالأذان حين فرضت الصلاة» ، وسنده ضعيف.

ولابن مردويه من حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعاً: «لما أسري بي أذّن جبريل، فظنّت الملائكة أنه يصلّي بهم، فقدّمني فصلّيت» ، وفي سنده من لا يعرف. وقال الذهبي في مختصر الإمام، أصل الإلمام لابن دقيق العيد [ (١) ] : «هذا حديث منكر بل موضوع» . وللبزّار وغيره من حديث قال: «لما أراد الله عز وجل أن يعلم رسوله الأذان أتاه جبريل بدابة يقال لها البراق فركبها [حتى أتى الحجاب الذي يلي الرحمن، فبينما هو كذلك إذ خرج ملك من الحجاب، فقال: يا جبريل من هذا؟ قال: والذي بعثك بالحق إني لأقرب الخلق مكانا وأن هذا الملك ما رأيته منذ خلقت قبل ساعتي هذه فقال الملك: الله أكبر، الله أكبر، فقيل من وراء الحجاب، صدق عبدي، أنا أكبر، أنا أكبر] ، فذكر بقية الأذان، وفي آخره: «ثم أخذ الملك بيده فأمّ أهل السماء..» وفي إسناده زياد بن المنذر [ (٢) ] وهو متروك أيضاً. وقال ابن معين [ (٣) ] : عدو الله كذّاب. وقال الذهبي: «هذا من وضعه» . وقال ابن كثير: «هذا الحديث الذي زعم السهيلي أنه صحيح هو منكر، تفرّد به زياد بن المنذر الذي تنسب إليه الفرقة الجارودية من الرافضة وهو


[ (١) ] محمد بن علي بن وهب بن مطيع بن أبي الطاعة القشيري، الشيخ الإمام، شيخ الإسلام تقي الدين أبو الفتح بن الشيخ القدوة العالم مجد الدين المنفلوطي المصري ابن دقيق العيد. ولد في شعبان سنة خمس وعشرين وستمائة. وكان والده مالكي المذهب ثم تفقه على الشيخ عز الدين بن عبد السلام، فحقق المذهبين وقال ابن كثير في طبقاته: أحد علماء وقته، بل أجلهم، وأكثرهم علما ودينا، وورعا وتقشفا، ومداومة على العلم في ليلة ونهاره، مع كبر السن والشغل بالحكم. وله التصانيف المشهورة والعلوم المذكورة، برع في علوم كثيرة لا سيّما في علم الحديث، فاق فيه على أقرانه، وبرز على أهل زمانه، رحلت إليه الطلبة من الآفاق ووقع على علمه وورعه وزهده الاتفاق، ومن تصانيفه الإلمام في الحديث، وتوفي ولم يبيضه، وكتاب الإمام- بهمزة مكسورة بعدها ميم- شرح الإلمام، الكتاب الكبير العظيم الشأن. توفي في صفر سنة اثنتين وسبعمائة، ودقيق العيد لقب لجده وهب. الطبقات لابن قاضي شهبة ٢/ ٢٢٩، ٢٣٠، ٢٣١، والطبقات للإسنوي ص ٣٣٦، والطبقات للسبكي ٦/ ٢، وفوات الوفيات ٢/ ٢٤٤.
[ (٢) ] زياد بن المنذر الهمداني. وقيل: الثقفي. ويقال: النهدي، أبو الجارود الكوفي الأعمى. عن أبي بردة، والحسن. وعنه مروان بن معاوية، ومحمد بن سنان العوقي. وعدّة. قال ابن معين: كذاب. وقال النسائي وغيره: متروك. وقال ابن حبان:
كان رافضيّا يضع الحديث في الفضائل والمثالب. وقال الدارقطني: إنما هو منذر بن زياد. متروك. وقال غيره: إليه ينسب الجاروديّة ويقولون: إن عليا أفضل الصحابة وتبرؤوا من أبي بكر وعمر، وزعموا أن الإمامة مقصورة على ولد فاطمة. وبعضهم يرى الرجعة ويبيح المتعة. ميزان الاعتدال ٢/ ٩٣.
[ (٣) ] يحيى بن معين بن عون الغطفاني أبو زكريا البغدادي الحافظ الإمام العلم. قال أحمد: كل حديث لا يعرفه يحيى فليس بحديث. قال ابن أبي خيثمة: مات بالمدينة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، وحمل على أعواد النبي صلى الله عليه وسلم ونودي بين يديه هذا الذي يذبّ الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وآله. الخلاصة ٣/ ١٦١.