هذا الدين الذي جئت به؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«جئت بالحنيفيّة دين إبراهيم» . قال: فإني عليها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لست عليها [لأنك أدخلت فيها ما ليس منها] . قال: بل أدخلت يا محمد في الحنيفية ما ليس منها. قال: «ما فعلت بل جئت بها بيضاء نقيّة» . فقال أبو عامر: أمات الله الكاذب [منا] طريدا وحيدا. وإنما قال ذلك يعرّض برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث خرج من مكة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«نعم أمات الله الكاذب منا كذلك» .
فكان ذلك هو عدوّ الله فخرج إلى مكة. فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، خرج إلى الطائف فلما أسلم أهل الطائف لحق بالشام فمات بها طريدا غريبا وحيدا [ (١) ] .
[ (١) ] أخرجه أبو نعيم في الدلائل ١/ ١٩ وذكره القرطبي في التفسير ٧/ ٣٢٠.