للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن زيد بن حارثة [ (١) ]- رضي الله تعالى عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي زيد بن عمرو بن نفيل، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ما لي أرى قومك قد شنفوك؟» قال: أما والله إن ذلك لبغير ثائرة كانت منّي إليهم، ولكن أراهم على ضلالة فخرجت أبتغي هذا الدّين حتى أتيت على شيخ بالجزيرة فأخبرته بالذي خرجت له، قال: ممن أنت؟ قلت: من أهل بيت الله. قال: فإنه قد خرج في بلدك نبي أو خارج قد طلع نجمه، فارجع فصدّقه وآمن به. فرجعت فلم أحس بشيء بعد.

قال: ومات زيد بن عمرو قبل أن يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

رواه أبو يعلى [ (٢) ] والطبراني والحاكم وصححه

[ (٣) ] .

شنفوك بفتح الشين المعجمة وكسر النون: أي أبغضوك. ولغير ثائرة: أي لم أصنع لهم شرّاً.

وعن عامر بن ربيعة [ (٤) ]- رضي الله تعالى عنه- إن زيد بن عمرو بن نفيل قال: خالفت قومي واتبعت ملة إبراهيم وما كان يعبد، فأنا أنتظر نبيّاً من ولد إسماعيل اسمه أحمد، ولا أراني أدركه، فأنا أؤمن به وأصدقه وأشهد أنه نبي، فإن طالت بك مدة فأقره مني السلام، وأخبرك يا عامر ما نعته حتى لا يخفى عليك: هو رجل ليس بالطويل ولا بالقصير، ولا بكثير الشعر ولا بقليله، وليس يفارق عينيه حمرة، وخاتم النبوة بين كتفيه، واسمه أحمد، وهذا البلد مولده ومبعثه، ثم يخرجه قومه منها ويكرهون ما جاء به حتى يهاجر إلى يثرب فيظهر أمره فإياك أن تخدع عنه فإني بلغت البلاد كلها أطلب دين إبراهيم وكل من أسأله من اليهود والنصارى والمجوس يقول: هذا الدين وراءك. وينعتونه مثل ما نعته لك، ويقولون: لم يبق نبيّ غيره.

قال عامر: فلما تنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأخبرته، فقال: قد رأيته في الجنة يسحب ذيله.

رواه ابن سعد وأبو نعيم

[ (٥) ] .


[ (١) ] زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي اليماني، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاه، كان ممن بادر فأسلم من أول يوم، وشهد بدرا، وقتل بمؤتة أميرا سنة ثمان. قالت عائشة: لو كان حيا لاستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى محمد بن إسحاق بسنده إلى أسامة بن زيد. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي: أنت مني وإليّ وأحب القوم إليّ.
له أربعة أحاديث. وعنه أنس وابن عباس وغيرهما. الخلاصة ١/ ٣٥٠.
[ (٢) ] أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي، أبو يعلى: حافظ، من علماء الحديث. ثقة مشهور، نعته الذهبي بمحدث الموصل. عمر طويلا حتى ناهز المئة. وتفرد ورحل الناس إليه وتوفى بالموصل. له كتب منها «المعجم» في الحديث، و «مسندان» كبير وصغير، توفي سنة ٣٠٧ هـ. الأعلام ١/ ١٧١.
[ (٣) ] أخرجه الحاكم ٣/ ٢١٦، والطبراني في الكبير ٥/ ٨٧.
[ (٤) ] عامر بن ربيعة بن كعب بن مالك بن ربيعة العنزي بإسكان النون، أسلم قديما، وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وشهد بدرا والمشاهد. له اثنان وعشرون حديثاً، اتفقا على حديثين. وعنه ابنة عبد الله، وابن عمر، وابن الزبير. قال المدائني: مات سنة ثلاث وثلاثين. الخلاصة ٢/ ٢١.
[ (٥) ] أخرجه ابن سعد في الطبقات ١/ ١/ ١٠٦، وابن كثير في البداية والنهاية ٢/ ٢٤٠، بلفظ يحب ذيولا.