فغزاؤنا أنّا نقول وقولنا برح بوارح ... من كان أمسى وهو عمّا أوقع الحدثان جانح
فليأتنا فلتبك عيناه لهلكانا النّوافح ... القائلين الفاعلين ذوي السّماحة والممادح
من لا يزال ندى يديه له طوالع الدّهر مائح
وقال كعب بن مالك رضي الله عنه:
سائل قريشا غداة السّفح من أحد ... ماذا لقينا وما لاقوا من الهرب
كنّا الأسود وكانوا النّمر إذ زحفوا ... ما إن نراقب من إلّ ولا نسب
فكم تركنا بها من سيّد بطل ... حامي الذّمار كريم الجدّ والحسب
فينا الرسول شهابٌ ثم يتبعه ... نورٌ مضيءٌ له فضلٌ على الشّهب
الحقّ منطقه والعدل سيرته ... فمن يجبه إليه ينج من تبب
نجد المقدّم ماضي الهمّ معتزم ... حين القلوب على رجف من الرّعب
نمضي ويذمرنا عن غير معصية ... كأنّه البدر لم يطبع على الكذب
بدا لنا فاتّبعناه نصدّقه ... وكذّبوه فكنّا أسعد العرب
جالوا وجلنا فما فاءوا وما رجعوا ... ونحن نثفنهم لم نأل في الطّلب
لسنا سواء وشتّى بين أمرهما ... حزب الإله وأهل الشّرك والنّصب
وقال عبد الله بن رواحة يبكي حمزة رضي الله عنه:
بكت عيني وحقّ لها بكاها ... وما يغني البكاء ولا العويل
على أسد الإله غداة قالوا ... أحمزة ذاكم الرّجل القتيل
أصيب المسلمون به جميعا ... هناك وقد أصيب به الرّسول
أبا يعلى لك الأركان هدّت ... وأنت الماجد البرّ الوصول
عليك سلام ربّك في جنان ... مخلطها نعيم لا يزول
ألا يا هاشم الأخيار صبرا ... فكلّ فعالكم حسن جميل
رسول الله مصطبر كريم ... بأمر الله ينطق إذ يقول
ألا من مبلغ عنّي لؤيّا ... فبعد اليوم دائلة تدول
وقبل اليوم ما عرفوا وذاقوا ... وقائعنا بها يشفى الغليل
نسيتم ضربنا بقليب بدر ... غداة أتاكم الموت العجيل
غداة ثوى أبو جهل صريعا ... عليه الطّير حائمة تجول