للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لحسّان يوم قريظة: اهجهم أو هاجهم وجبريل معك.

[ (١) ]

وروى ابن مردويه عن جابر- رضي الله عنه، قال: لما كان يوم الأحزاب، وردّهم الله بغيظهم. قال النبي- صلى الله عليه وسلم- «من يحمي أعراض المسلمين؟» فقام كعب، وابن رواحة، وحسّان، فقال لحسّان: «اهجهم أنت فإنّه سيعينك عليهم روح القدس» ،

فقال حسان- رضي الله عنه:

لقد لقيت قريظة ما أساها ... وما وجدت لذلّ من نصير

أصابهم بلاء كان فيه ... سوى ما قد أصاب بني النّضير

غداة أتاهم يهوي إليهم ... رسول الله كالقمر المنير

له خيل مجنبّة تعادى ... بفرسان عليها كالصّقور

تركناهم وما ظفروا بشيء ... دماؤهم عليهم كالعبير

فهم صرعى تحوم الطّير فيهم ... كذاك يدان ذو العند الفجور

فأنذر مثلها نصحا قريشا ... من الرّحمن إن قبلت نذيري

وقال أيضا:

لقد لقيت قريظة ما أساها ... وحلّ بحصنها ذلّ ذليل

وسعد كان أنذرهم بنصح ... بأنّ إلهكم ربّ جليل

فما برحوا بنقض العهد حتّى ... فلاهم في بلادهم الرّسول

أحاط بحصنهم منّا صفوف ... له من حرّ وقعتهم صليل

وقال أيضا:

تفاقد معشر نصروا قريشا ... وليس لهم ببلدتهم نصير

هم أوتوا الكتاب فضيّعوه ... وهم عمي عن التّوراة بور

كفرتم بالقران وقد أتيتم ... بتصديق الّذي قال النّذير

فهان على سراة بني لؤيّ ... حريق بالبويرة مستطير

وقال أيضا

لقد سجمت [ (٢) ] من دمع عينيّ عبرة ... وحقّ لعيني أن تفيض على سعد

قتيل ثوى في معرك فجعت به ... عيون ذواري الدّمع دائمة الوجد


[ (١) ] أخرجه البخاري ٤/ ٢٣٦، ٥/ ١٤٤، ٨٢/ ٤٥ ومسلم في الفضائل (١٥٣، ١٥٧) وأحمد ٤/ ٣٠٢ والطبراني في الكبير ٤/ ٤٨ والبيهقي ١٠/ ٢٣٧ والطحاوي في معاني الآثار ٤/ ٢٩٨.
[ (٢) ] سجمت فاضت، انظر المعجم الوسيط ١/ ٤١٩.