للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأكسى لبرد الخال قبل ابتذاله ... وأعطى لرأس السّابق المتجرّد

تعلّم رسول الله إنك مدركي ... وأنّ وعيدا منك كالأخذ باليد

تعلّم رسول الله إنك قادر ... على كل صرم متهمين ومنجد

تعلّم بأنّ الرّكب ركب عويمر ... هم الكاذبون المخلفو كلّ موعد

ونبّوا رسول الله إني هجوته ... فلا حملت سوطي إليّ إذا يدي

سوى أنّني قد قلت ويل أمّ فتية ... أصيبوا بنحس لا بطلق وأسعد

أصابهم من لم يكن لدمائهم ... كفاء فعزّت عبرتي وتبلّدي

وإنّك قد أخفرت إن كنت ساعيا ... بعبد بن عبد الله وابنة مهود

ذؤيب وكلثوم وسلمى تتابعوا ... جميعا فإلّا تدمع العين أكمد

وسلمى وسلمى ليس حيّ كمثله ... وإخوته أو هل ملوك كأعبد

فإنّي لا ذنبا فتقت ولا دما ... هرقت تبيّن عالم الحقّ واقصد

ويرحم الله تعالى الإمام أبا محمد عبد الله بن أبي زكرياء الشقراطسي حيث قال:

ويوم مكّة إذ أشرفت في أمم ... تضيق عنها فجاج الوعث والسّهل

خوافق ضاق ذرع الخافقين بها ... في قاتم من عجاج الخيل والإبل

وجحفل قذف الأرجاء ذي لجب ... عرمرم كزهاء السّيل منسحل

وأنت صلّى عليك الله تقدمهم ... في بهو اشرق نور منك مكتمل

ينير فوق أغرّ الوجه منتجب ... متوّج بعزيز النّصر مقتبل

يسمو أمام جنود الله مرتديا ... ثوب الوقار لأمر الله ممتثل

خشعت تحت بهاء العزّ حين سمت ... بك المهابة فعل الخاضع الوجل

وقد تباشر أملاك السّماء بما ... ملّكت إذ نلت منه غاية الأمل

والأرض ترجف من زهو ومن فرق ... والجوّ يزهر إشراقا من الجذل

والخيل تختال زهوا في أعنّتها ... والعيش تنثال رهوا في ثنى الجدل

لولا الّذي خطّت الأقلام من قدر ... وسابق من قضاء غير ذي حول

أهلّ ثهلان بالتّهليل من طرب ... وذاب يذبل تهليلا من الذّبل

الملك لله هذا عزّ من عقدت ... له النّبوّة فوق العرش في الأزل

شعبت صدع قريش بعد ما قذفت ... بهم شعوب شعاب السّهل والقلل

قالوا محمّد قد زادت كتائبه ... كالأسد تزأر في أنيابها العصل

فويل مكّة من آثار وطأته ... وويل أمّ قريش من جوى الهبل

فجدت عفوا بفضل العفو منك ولم ... تلمم ولا بأليم اللّوم والعذل