كنا نطوف مع الزهري ومعه الألواح والصحف ويكتب كل ما يسمع. نزل الشام واستقرّ بها. وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عماله: عليكم بابن شهاب فإنكم لا تجدون أحدا أعلم بالسنة الماضية منه. قال ابن الجزري: مات بشغب، آخر حدّ الحجاز وأول حدّ فلسطين. توفي ١٢٤ هـ. الأعلام ٧/ ٩٧. [ (٢) ] الشيخ المحدّث العالم، أبو عبد الله، محمد بن العباس بن يحيى الأمويّ مولاهم الحلبيّ، نزيل الأندلس ومسندها. سمع من: أبي عروبة الحرّاني، وعليّ بن عبد الحميد الغضائري، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز، ومكحول البيروتي، وأبي الجهم بن طلّاب، ومحمد بن سعيد التّرخمي الحمصي، ووفد على الأمير المستنصر صاحب الأندلس. حدث عنه أبو بكر محمد بن الحسن الزّبيدي، وأبو الوليد عبد الله بن الفرضي. قال أبو الوليد: كتبت عنه وقد كفّ بصره، وتوفي في سنة ستّ وسبعين وثلاثمائة. [ (٣) ] علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري، أبو محمد: عالم الأندلس في عصره، وأحد أئمة الإسلام. كان في الأندلس خلق كثير ينتسبون إلى مذهبه، يقال لهم «الحزمية» . ولد بقرطبة. وكانت له ولأبيه من قبله رياسة الوزارة وتدبير المملكة، فزهد بها وانصرف إلى العلم والتأليف، فكان من صدور الباحثين فقيها حافظا يستنبط الأحكام من الكتاب والسنة، بعيدا عن المصانعة. وانتقد كثيرا من العلماء والفقهاء، فتمالؤوا على بغضه، وأجمعوا على تضليله وحذروا سلاطينهم من فتنته، ونهوا عوامهم عن الدنو منه، فأقصته الملوك وطاردته، فرحل إلى بادية لبلة (من بلاد الأندلس) فتوفي فيها.