للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بها فقال لم تأتوني بإنسان إنما أتيتموني بشيطان ارجعوها إلى إبراهيم وأخرجها من أرضي وأعطها هاجر فرجعت إلى إبراهيم وهو قائم يصلي فأومأ بيده: مهيم. وفي لفظ مهيا. قالت أشعرت أن الله كبت الكافر؟ وفي لفظ: قالت: إن الله ردّ كيد الكافر في نحره وأخدم هاجر.

رواه البخاري في مواضع صحيحة ومسلم والنسائي والبزار وابن حبان رحمهم الله تعالى [ (١) ] .

قال الإمام النووي: كانت هاجر للجبار الذي كان يسكن عين الجرّ. قلت: قال الحازمي: هو بالجيم المفتوحة والراء المشددة انتهى. بقرب بعلبك. فوهبها لسارة، فوهبتها سارة لإبراهيم. قال السهيلي: وكانت قبل ذلك الملك الذي وهبها لسارة بنت ملك من ملوك القبط بمصر. ذكر الطبري من حديث سيف بن عمير أو غيره إن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه حين حاصر مصر قال لأهلها: إن نبينا قد وعدنا بفتحها وقد أمرنا أن نستوصي بأهلها خيرا فإن لهم نسباً وصهراً فقالوا: هذا نسب لا يحفظ حقه إلا نبي لأنه نسب بعيد، وصدق كانت أمكم امرأة الملك من ملوكنا فحاربنا أهل عين شمس وكانت علينا دولة فقتلوا الملك واحتملوها فمن هناك سيّرت إلى أبيكم إبراهيم أو كما قالوا.

قال الحافظ رحمه الله تعالى: هاجر اسم سرياني ويقال أن أباها كان من ملوك القبط، وأنها من حفن بفتح الحاء المهملة وسكون الفاء آخره نون: قرية بمصر. قال اليعقوبي [ (٢) ] رحمه الله تعالى: كانت مدينة انتهى. وهي الآن كفر من عمل أنصنا بالبرّ الشرقي من الصعيد في مقابلة الأشمونين. وفيها آثار عظيمة باقية واسم الجبار المذكور عمرو بن امرئ القيس ابن سبأ وكان على مصر. ذكره السهيلي وهو قول ابن هشام في التيجان وقيل اسمه صادوف ذكره ابن قتيبة. وإنه كان على الأردن. وذكر ابن هشام في التيجان قائل ذلك رجل كان إبراهيم صلى الله عليه وسلّم يشتري منه القمح وأنه ذكر أنه رآها تطحن وأن هذا هو السرّ في إعطاء الملك لها هاجر وقال: إن هذه لا تصلح أن تخدم نفسها.

واختلف في السبب الذي حمل إبراهيم صلى الله عليه وسلم على التوصية بأنها أخته، مع أن ذلك الظالم يريد اغتصابها على نفسها أختاً كانت أو زوجة.


[ (١) ] أخرجه البخاري ٦/ ٤٤٦ كتاب أحاديث الأنبياء، ومسلم ٤/ ١٨٤٠ كتاب الفضائل (١٥٤- ٢٣٧١) وأحمد في المسند ٢/ ٤٠٣.
[ (٢) ] أحمد بن إسحاق (أبي يعقوب) بن جعفر بن وهب بن واضح اليعقوبي: مؤرخ جغرافي كثير الأسفار، من أهل بغداد.
كان جده من موالي المنصور العباسي. رحل إلى المغرب وأقام مدة في أرمينية. ودخل الهند. وزار الأقطار العربية.
وصنف كتبا جيدة منها «تاريخ اليعقوبي» انتهى به إلى خلافة المعتمد على الله العباسي، وكتاب «البلدان» و «أخبار الأمم السالفة» و «مشاكلة الناس لزمانهم» اختلف المؤرخون في سنة وفاته، فقال ياقوت: سنة ٢٨٤ ونقل غيره ٢٨٢ وقيل ٢٧٨ أو بعدها. انظر الأعلام ١/ ٩٥.