وروى عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحجّ عن أبيه قال: احجج عنه ألا ترى أنه لو كان عليه دين فقضيته عنه، إنّ ذلك يجزئ عنه؟
قال: بلى، قال: حقّ الله أحقّ.
وروى مسلم عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن امرأة رفعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم صبيا، فقالت: ألهذا حج؟ قال:«نعم، ولك أجر» .
وروى الشيخان والإمام أحمد وأبو داود والطّيالسي وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يلبس المحرم فقال: لا يلبس القميص ولا العمامة ولا السّراويل ولا البرانس، ولا ثوبا مسّه الورد والزّعفران، ولا الخفّان إلّا أحد لا يجد النّعلين، فليلبس الخفّين وليقطعهما حتى يكون تحت الكعبين، وفي لفظ «من أسفل» .
وروى الإمام الشافعي والشيخان عن يعلى بن أمية- رضي الله تعالى عنه- قال: كنّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة إذا جاءه رجل أعرابي عليه جبّة وهو متضمّخ بالخلوق. فقال: يا رسول الله، إني أحرمت بالعمرة وهذه عليّ. فقال: أما الطيب الذي بك، فاغسله ثلاث مرات، وأما الجبة فانزعها، ثم اصنع في عمرتك كما تصنع في حجّتك.
وروي عن أبي قتادة الحارث بن ربعي أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتخلّف مع بعض أصحابه وهم محرمون، وهو غير محرم فرأوا حمارا، وحشيا قبل أن يراه فلما رأوه تركوه حتّى رآه أبو قتادة فركب فرسا له فسألهم أن يناولوه سوطه فأبوا، فتناوله فحمل عليه فعقره، ثم أكل فأكلوا فندموا، فلما أدركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألوه قال: هل معكم منه شيء؟ قالوا: معنا رجله فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فأكلها، وفي لفظ فلما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هل منكم واحد أمره أن يحمل عليها أو أشار إليها؟ قالوا: لا، قال: فكلوا ما بقي من لحمها.
وروى عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة» .
وروى النسائي عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: قلت: يا رسول الله، ألا أدخل البيت، قال: ادخلي الحجر فإنّه من البيت.
وروي عن عروة بن مضرس الطّائي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالموقف- يعني بجمع- قلت: جئت يا رسول الله، من جبل طيء أكللت مطيتي، وأتعبت نفسي والله ما تركت من جبل إلا وقفت عليه، فهل لي من حجّ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من أدرك معنا هذه الصّلاة، وأتى عرفات قبل ذلك ليلاً أو نهاراً، فقدتم حجّه وقضى تفثه» .