وفي حديث حذيفة رضي الله عنه تدخل في مناخرهم فيصبحون موتى من حاق الشام إلى حاق المشرق حتى تنتن الأرض من جيفهم، فو الذي نفسي بيده، إن دواب الأرض تسمن وتئط وتسكر سكرا من لحومهم.
وفي حديث أبي سعيد عند أبي يعلى والحاكم رضي الله عنه فقال رجل: قتلهم الله ورب الكعبة، قال: إنما يفعلون هذا مخادعة فنخرج إليهم فيهلكوننا كما أهلكوا إخواننا، فقال: افتحوا لي الباب، فقالوا: لا نفتح، فقال: دلوني بحبل، فلما نزل وجدهم موتى، فخرج الناس من حصونهم.
وفي حديث النواس رضي الله عنه فيهبط نبي الله عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى فيرسل عليهم طيرا كأعناق البخت، فتحملهم فتطرحهم، حيث شاء الله، ويستوقد الناس من قسيهم ونشابهم سبعا، ويرسل الله تعالى مطرا، لا يكن منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة، ويقال للأرض: أنبتي ثمرتك، وفي حديث أبي سعيد عند ابن جرير رضي الله عنه ويغرس الناس بعد النخل والشجر، وتخرج الأرض ثمرتها.
وفي حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الناس يغرسون بعدهم الغرس ويتخذون الأموال، فيومئذ يأكل النفر من الرمانة، ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرسل حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر تكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس، فبينما هم على ذلك إذ بعث الله ريحا طيبة تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم، ويبقى شرار الناس، فيتهارجون تهارج الحمر، فعليهم تقوم الساعة» .
وفي حديث كعب عند ابن جرير رضي الله عنه ويبعث الله عينا يقال لها الحياة تطهر الأرض منهم، وينبتها حتى إن الرمانة ليشبع منها السكن، قيل: وما السكن يا كعب؟ قال: أهل البيت، قال: فبينما الناس على ذلك إذ أتاهم الصرايخ أن ذا السويقتين أتى البيت يريده، فيبعث عيسى ابن مريم عليه السلام طليعة سبعمائة أو بين سبعمائة والثمانمائة حتى إذا كانوا ببعض الطريق بعث الله تعالى ريحا يمانية طيبة فتقبض فيها روح كل مؤمن، ثم يبقى محاح من الناس فيتسافدون كما تتسافد البهائم، فمثل الساعة كمثل رجل يطيف حول فرسه ينظرها متى تقنع.