للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مثلها، فبعث رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- إلى دحية فاشتراها بسبعة أرؤس ثم دفعها إلى أم سليم تصنعها وتهيّئها في بيتها، وتعتد في بيتها فخرج بها أو جعلها خلف ظهره، فلما نزل ضرب عليها الحجاب، فتزوّجها وجعل عتقها صداقها، وأقام ثلاثة أيام حتى أعرس بها، وكان قد ضرب عليها الحجاب،

وفي رواية: حتى إذا بلغنا سدّ الرّوحاء فبنى بها ثم صنح حيسا في نطع صغير ثم قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ادن من حولك وفي رواية: فلما أصبح، قال: من كان عنده فضل زاد فليأتنا به فكان الرّجل يأتي بفضل التّمر وفضل السويق حتى جعلوا من ذلك حيسا في نطع صغير، فجعلوا يأكلون من ذلك الحيس ويشربون من حياض إلى جنبهم من ماء السّماء، فكانت تلك وليمة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على صفيّة، وقال النّاس: لا ندري أتزوّجها أم اتّخذها أمّ ولد فلما أراد أن يركب حجبها فقعدت على عجز البعير، فعرفوا أنّه قد تزوّجها ثم رجعنا إلى المدينة، فرأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يحوّي لها وراءه بعباءة ثمّ يجلس عند بعيرها فيضع ركبته فتضع صفيّة رجلها على ركبتيه حتى تركب، فانطلقنا حتّى إذا رأينا جدار المدينة هششنا إليها ورفعنا مطيّنا ودفع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مطيّته وصفية خلفه قد أردفها فعثرت مطية رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فصرع وصرعت، فليس أحد من الناس ينظر إليه ولا إليها فقام رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- فسترها فأتيناه فقال: «لم نضرّ» فقدم المدينة فخرج جواري نسائه يتراءينها ويشمتن بصرعتها.

وروى ابن أبي خيثمة عنه قال: إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم تزوّج صفية وجعل عتقها صداقها وروي أيضا عنه قال: أعتق رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صفية وجعل عتقها صداقها.

وروى أيضا عن قتادة- رحمه الله تعالى- قال: تزوّج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من بنات هارون- صلى الله عليه وسلّم- صفية بنت حيي بن أخطب فكانت مما أفاء الله- تعالى- على رسوله- صلى الله عليه وسلم- يوم خيبر، فكانت قبله عند كنانة بن أبي الحقيق فقتله رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم خيبر وأخذ صفية فتزوّجها وجعل عتقها مهرها.

وروى أيضا عن صفية- رضي الله تعالى عنها- قالت: أعتقني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وجعل عتقي صداقي.

وروى أيضا عن الزّهري قال: سبى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صفية بنت حيي بن أخطب من بني النضير وكانت مما أفاء الله عليه فقسّم لها وحجبها، وكانت من نساء أمهات المؤمنين.

وروى أبو يعلى عن رزينة مولاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- سبى صفيّة يوم قريظة والنضير حين فتح الله تعالى عليه- فجاء بها يقودها مسبيّة فلما رأت النّساء، قالت:

أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فأرسلها، وكان ذراعها في يده فأعتقها وتزوّجها وأمهرها رزينة، قال الهيثمي: وهو مخالف لما في الصحيح.