للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ليصل بالناس، فقام فصلّى فوجد النبي- صلى الله عليه وسلم- من نفسه خفّة، فجاء فنكص أبو بكر فأراد أن يتأخّر فجلس، إلى جنبه ثم اقتدى

[ (١) ] .

وروى الإمام أحمد عن ابن أبي حازم قال: «إني لجالس عند أبي بكر بعد وفاة رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- بشهر فذكر قصة الدّجّال فنودي في النّاس، الصّلاة جامعة فاجتمع الناس فصعد المنبر، شيئا (صنع) [ (٢) ] له كان يخطب عليه، وهي أوّل خطبة في الإسلام، قال: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «يا أيها الناس، ولوددتّ أن هذا كفانيه غيري ولئن أخذتموني سنة نبيكم- صلى الله عليه وسلّم- ما أطيقها إن كان لمعصوما من الشيطان وإن كان لينزل عليه الوحي من السّماء» .

وروى الإمام أحمد برجال الصحيح عن أبي مليكة رحمه الله قال: قيل: لأبي بكر يا خليفة الله، قال: أنا خليفة رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- وأنا راض به.

وروى الإمام أحمد عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: لما توفي رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- في مرضه الذي توفّي فيه، أتاه بلال يؤذنه بالصلاة فقال: بعد مرتين يا بلال، قد بلّغت، فمن شاء أن يصلي فليصلّ ومن شاء أن يدع فليدع، مروا أبا بكر، فليصلّ بالناس.

وروى الإمام أحمد- برجال الصحيح عن بريدة- رضي الله تعالى عنه- قال: مرض رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- فقالت عائشة- رضي الله تعالى عنها-: يا رسول الله، إنّ أبي رجل رقيق، فقال: «مروا أبا بكر فليصلّ بالناس، فإنّكن صواحبات يوسف» . فأمّ أبو بكر بالنّاس، والنبي- صلى الله عليه وسلم- حي.

وروى الإمام أحمد برجال ثقات عن سالم بن عبيد- رضي الله تعالى عنه- وكان من أصحاب الصّفّة قال: أغمي على رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- في مرضه، فأفاق وقد حضرت الصلاة فقال: حضرت الصلاة؟ فقلنا: نعم، فقال: مروا بلالا فليؤذّن، ومروا أبا بكر، فليصلّ بالناس، فقالت عائشة: إن أبي رجل أسيف، فلو أمرت غيره، فليصلّ بالناس، ثم أغمي عليه فأفاق، فقال: «أقيمت الصّلاة» قلنا: نعم، ائتوني بإنسان أعتمد عليه، فجاء بريدة وإنسان آخر، فاعتمد عليهما فأتى المسجد، فدخل وأبو بكر يصلّي بالناس،

فذهب أبو بكر ليتنحى فمنعه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وجلس إلى حيث أبي بكر حتى فرغ من صلاته، فقبض رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ... الحديث.


[ (١) ] أخرجه أحمد ١/ ٢٠٩ وانظر المجمع ٥/ ١٨٤.
[ (٢) ] في ج: (وقع) .