للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجمهور هو الأول، وقال الإمام المازري- رضي الله تعالى عنه-: جمهور العلماء على إثبات السحر، لأن العقل لا ينكر أن الله تعالى قد خرق العادة عند نطق الساحر بكلام ملفق أو تركيب أجسام، أو مزج بين قوى على ترتيب مخصوص ونظير ذلك ما وقع من حذاق الأطباء من مزج بعض العقاقير ببعض حتى الضار منها بمفرده فيصير نافعا بالتركيب [وقيل: لا يزيد تأثير السحر على ما ذكر الله، لأن المقام مقام تهويل، والصحيح من جهة العقل أن] [ (١) ] يقع به أكثر من ذلك، والآية وإن كانت ظاهرة في ذلك فليست نصا في منع الزيادة.

قال الإمام المازري: الفرق بين السحر والمعجزة والكرامة أن السحر يكون بمعاناة أقوال وأفعال حتى يتم للساحر ما يريد، والكرامة لا تحتاج إلى ذلك إنما تقع غالبا اتفاقا، والمعجزة تمتاز عن الكرامة بالتحدّي.


[ (١) ] ما بين المعكوفين سقط في ب.