للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالنِّساء خيرًا، وذكر الحقَّ الذي لهنَّ وعليهنَّ، وأنَّ الواجب لهنَّ الرِّزق والكسوة بالمعروف، ولم يقدِّر ذلك بتقديرٍ (١)، وأباح للأزواج ضَرْبهنَّ إذا أدخلن إلى بيوتهنَّ من يكرهه أزواجهنَّ، وأوصى الأمَّة فيها بالاعتصام بكتاب اللَّه، وأخبر أنَّهم لن يضلُّوا ما داموا معتصمين به (٢)، ثمَّ أخبرهم أنَّهم مسؤولون عنه، واستنطقهم: ماذا يقولون، وبماذا يشهدون؟ فقالوا: نشهد أنَّك قد بلَّغتَ وأدَّيتَ ونصحتَ، فرفع إصبعه إلى السَّماء، واستشهد الله عليهم ثلاث مرَّاتٍ، وأمرهم (٣) أن يبلِّغ شاهدُهم غائبَهم (٤).

قال ابن حزمٍ (٥): فأرسلت إليه أم الفضل بنت الحارث الهلالية ــ وهي أمُّ عبد الله بن عبَّاسٍ ــ بقَدَح لبنٍ، فشربه أمام النَّاس وهو على بعيره، فلمَّا أتمَّ الخطبة أمر بلالًا فأقام الصَّلاة.

وهذا من وهمه - رحمه الله -، فإنَّ قصَّة شُربه (٦) إنَّما كانت بعد هذا، حين سار إلى عرفة ووقفَ بها، هكذا جاء في «الصَّحيحين» (٧) مصرَّحًا به عن ميمونة: أنَّ النَّاس شكُّوا في صيام النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يومَ عرفة، فأرسلتْ إليه بحِلابٍ وهو واقفٌ في الموقف، فشرِب منه والنَّاس ينظرون. وفي لفظٍ: وهو واقفٌ بعرفة.


(١) ص، ج: «بقدر». والمثبت من بقية النسخ.
(٢) «به» ليست في ك.
(٣) «هم» ليست في ص.
(٤) كما في حديث جابر الطويل عند مسلم (١٢١٨).
(٥) في «حجة الوداع» (ص ١٢٠).
(٦) بعدها في المطبوع: «اللبن». وليست في النسخ.
(٧) رواه البخاري (١٩٨٩) ومسلم (١١٢٣،١١٢٤) من حديث ميمونة - رضي الله عنه - .