للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل

ومنها: وهمٌ آخر له، أنَّ خروجه كان يوم الخميس لستٍّ بقين من ذي القعدة (١). وقد تقدَّم أنَّه خرج لخمسٍ، وأنَّ خروجه كان يوم السَّبت.

فصل

ومنها: وهمٌ آخر لبعضهم ذكره (٢) الطبريُّ في «حجَّة الوداع» (٣)، أنَّه خرج يوم الجمعة بعد الصَّلاة. والَّذي حمله على هذا الوهم القبيح قولُه في الحديث: «خرجَ لستٍّ بقين»، فظنَّ أنَّ هذا لا يمكن إلا أن يكون الخروج يوم الجمعة؛ إذ تمام السِّتِّ يوم الأربعاء، وأوَّل ذي الحجَّة كان الخميس بلا ريبٍ.

وهذا خطأٌ فاحشٌ؛ فإنَّه من المعلوم الذي لا ريبَ فيه أنَّه صلَّى الظُّهر يوم خروجه بالمدينة أربعًا، والعصر بذي الحليفة ركعتين ثبت ذلك في «الصَّحيحين».

وحكى الطبريُّ في «حَجَّته» (٤) قولًا ثالثًا: إنَّ خروجه كان يوم السَّبت، وهو اختيار الواقديِّ (٥)، وهو القول الذي رجَّحناه أوَّلًا، لكنَّ الواقديَّ وهم


(١) انظر: «حجة الوداع» (ص ١١٥).
(٢) كذا في النسخ، وفي المطبوع: «ذكر».
(٣) «صفوة القِرى في صفة حجة المصطفى» (ص ١١).
(٤) المصدر نفسه (ص ١١).
(٥) في «المغازي» له (٣/ ١٠٨٩)، وفيه ذكر وهمين آخرين له.