للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من سرَّه كرمُ الحياة فلا يزل ... في مِقْنَبٍ من صالحي الأنصارِ (١)

ورثوا المكارم كابرًا عن كابرٍ ... إن الخيار همُ بنو الأخيارِ

الباذلين نفوسهم لنبيِّهم ... يومَ الهِياج وفتنةِ الأحبار (٢)

والذائدين الناس عن أديانهم ... بالمَشْرَفِيِّ وبالقَنا الخَطَّارِ (٣)

والبائعين نفوسهم لنبيِّهم ... للموت يوم تعانُقٍ وكِرارِ

يتطهرون يرونه نُسُكًا لهم ... بدماءِ من عَلِقوا من الكفارِ

وإذا حللت ليمنعوك إليهمُ ... أصبحتَ عند معاقل الأغفارِ (٤)

قوم إذا خَوَتِ النجوم فإنهم ... للطارقين النازلين مقاري (٥)

وكعب بن زهير من فحول الشعراء هو، وأبوه، وابنه عقبة، وابن ابنه العوَّام بن عقبة.

ومما يستحسن لكعب قوله (٦):

لو كنتُ أعجب من شيءٍ لأعجبني ... سعيُ الفتى وهو مخبوءٌ له القَدَرُ


(١) المقنب: جماعة من الفرسان.
(٢) المطبوع: «وسطوة الجبار» خلافًا للأصول ومصدر المؤلف. ولعل المراد بـ «فتنة الأحبار» الفتن التي أثارتها يهود المدينة وقتال النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم.
(٣) المشرفي: السيف، والقنا الخطار: الرمح المهتز.
(٤) الأغفار: جمع غُفْر، وهو ولد الوعل. المراد مدح الأنصار بأن من يلجأ إليهم يكون محصَّنًا وممتنعًا كامتناع الوعول في قُلَل الجبال.
(٥) المقاري: جمع المِقْرَى أو المِقراء، وهو الذي يقري الضيف.
(٦) انظر: «شرح ديوان كعب بن زهير» صنعة أبي سعيد السُّكَّري (ص ٢٢٩) ط. دار الكتب والوثائق القومية.