المتكلِّم من كلِّ أحدٍ سواه، وقد فسَّر النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - العدَّة الَّتي أمر الله أن يُطلَّق لها النِّساء بالأطهار، فلا التفاتَ بعد ذلك إلى شيءٍ خالفه، بل كلُّ تفسيرٍ يخالف هذا فباطلٌ.
قالوا: وأعلمُ الأمَّة بهذه المسألة أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأعلمهنَّ بها عائشة؛ لأنَّها فيهنَّ لا في الرِّجال، ولأنَّ الله تعالى جعل قولهنَّ في ذلك مقبولًا في وجود الحيض والحبل؛ لأنَّه لا يُعلَم إلا من جهتهنَّ، فدلَّ على أنَّهنَّ أعلمُ بذلك من الرِّجال، فإذا قالت أمُّ المؤمنين: إنَّ الأقراء الأطهار
فقد قالت حَذَامِ فصَدِّقوها ... فإنَّ القولَ ما قالتْ حَذامِ (١)
أمَّا قولكم: إمَّا أن يُراد بالأقراء في الآية الأطهار فقط، أو الحيض فقط، أو مجموعهما ... إلى آخره.
فجوابه أن نقول: الأطهار فقط، لما ذكرنا من الدَّلالة.
قولكم: النَّصُّ اقتضى ثلاثةً ... إلى آخره.
قلنا: عنه جوابان:
أحدهما: أنَّ بقيَّة الطُّهر عندنا قرءٌ كاملٌ، فما اعتدَّت إلا بثلاثٍ كوامل.
(١) كانت حَذامِ امرأةً، فقال فيها زوجها لُجَيم بن صعب، وأصبح مثلًا. انظر: «الأمثال» لأبي عبيد (ص ٥٠)، و «جمهرة الأمثال» (٢/ ١١٦)، و «مجمع الأمثال» (١/ ١٨٠) وغيرها.